شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 159)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 116 (ص 159)
المحتوى
في هذه الأثناء. تطلب السلطات الليبرية من المهاجرين الأميركيين مغادرة البلاد لمضي سنتين عليهم,
دون أن يطلبوا الجنسية الليبرية؛ وتعطيهم اسبوعاً واحداً فقط لتدبير اجراءات المغادرة.
لم يكن أمامهم سوى العودة إلى شيكاغوء أو الهجرة إلى اسرائيل» فيتوجهون إلى تل - أبيب. وتتكرر
المشكلة. وكحل وسطء ومؤقتء يؤخذون إلى مستوطنة ديمونا في جنوب اسرائيل. ومعهم تبدأ رحلة الاقناع
«بالتحمول إلى اليهودية». وهذا يثير استفرابهم: طالما أنهم يهود فلماذا التحول؟ والتحول من ماذا ألى
ماذا؟ اضافة إلى الكثير من التساؤلات التى تتركهم في حيرة من أمرهم. خاصة بعد ملاحظتهم للاختلافات
الواضحة بين طقوسهم وطقوس اليهود في اسرائيل. وهنا يشير الكاتب إلى صعوية اثبات يهودية من
بشرتهم سوداء أو ملونة» وسهولة ذلك أمام الرجل الأبيض! الحكومة الاسرائيلية تمنحهم حقوق المهاجرين.
لكنها ترفض أن تعطيهم ذلك بشكل دائمء ما لم يثيتوا صدق تحدرهم اليهودي.
ومن الفصل السابع حتى فصل التاسع؛ يسرد المؤلف رؤايات مثيرة عن المشكلات التي واجهوها
أثناء إقامتهم في المستوطنة؛ والطرق التي تحايلوا بها على القوانين الاسرائيلية لجلب المزيد. من المهاجرين
السود الذين يصرّون على يهوديتهم. وهنا يسترسل الكاتب في اعطاء صور حية عن واقع المستوطنات»
ويلقي بعض الضوء على الحياة داخل الكيان الصهيوني, وعلى العلاقة التي نشأت بين «المهاجرين» الجدد
والمقيمين القدامى. أما 0 الأخير فيفرده المؤلف لمعالجة «هوية اليهودي الأسود». وخصوصاً في
الولايات المتحدة. حيث أن كون المرء أسودء هو في «حد ذاته مشكلة», حيث يعاني السود هناك. ولما يزيد
على أربعة قرون, صنوفاً متعددة من الاضنطهاد. أما إذا كنت أسود وعبزياً في الوقت ذاته «فإن المشكلات
تتعقد». والاضطهاد يصبح مركباً. ولعل هذا الفصل يلخص المشكلة, ويكشف جذورهاء حيث أن الاضطهاد
كان السبب الحقيقي وراء التفكير الذي ساد المجموعة. على ان المؤلف لا يترك الأمر عند هذا الحدء بل
يستخدم ذلك كمدخل لمناقشة موضوع العبودية برمته, وفي اميركا على وجه الخصوصء واختلاف ظرؤف
الحبودية بين البيض والسود. ويشير إلى أن الحرب الأهلية الأميركية: ونتائجهاء لم تقتلع بالسهولة
المتصورة قيم العبودية. سواء في نفوس ملك العبيدء أو في نفوس من امتهنوا تجارة الرقيق» بل حتى في
سلوك «العبيد» ذاته. حيث استمرت تلك القيم التي حفرتها مئات السنين» رغم صدور قوانين تحريم
العبودية في الولايات المتحدة.
وينهي المؤلف الفصل والكتاب؛ بالاشارة إلى بقاء المجموعات في في اسرائيلء قائلاً: «وبغض النظر عما
إذا تخلى السود العبرانيون عن سيادة التعبيرات التي أصبحوا عبيداً لهاء واستعادوا هوية اليهود السود...
وبغض النظر عما إذا بقوا في اسرائيل أو غادروها... وهذه جميعاً احتمالات واردة: وغير معروفة, فإنهم
بدون شكء وما لم يتحولوا. إلى اليهودية: فإن مصيرهم في اسرائيل سيبقى مهزوزاً. وغير مضمون
[لعواقب...»
لا كا 1ك
من ناحية الاسلوب» ومنهج التعاطي مع الظاهرة: فقد نجح المؤلف في حياكة نسي جقصصي رائع بدون
شكء مغطى بغشاء من الخلفيات التاريخية: والصور الميدانية التي اكسبت النص حيوية؛ وأمدته بعناصر
التشويق والاثارة, دون الاقلال بالموضوعية, ولا بالسياق الجدّي لحركة الظاهرة. ومن جهة ثانية, أظهر
المؤلف اطلاعاً واسعاً على تاريخ الحركة اليهودية, وكذلك الديانة اليهودية, واستطاع أن يوصل ذلك إلى
القارىء عبر الحوارات التي جرت بين الأطراف والشخصيات المختلفة داخل الرواية - التحقيق الصحافي.
هذه الخلفية. طعمها الكاتب بالمعلومات التى استقاها من الاتصال المباشر مع المهاجرين» ومع من
احتك بهم من المسؤولين في الدول المعنية فأكسب الخلفية نكهة خاصة. جمعت بين التاريخ الماضيء والواقع ,
المعاش. ورم كل هذه الايجابيات,. لأ ينبفى إغفال بعض المآخذ على الكتاب وأبرزها انحيازه الواضح
إلى جانب دولة اسرائيل, سواء عند رسم معالم الصراع الذي دار بين المهاجرين وسلطات الكيان
نا
تاريخ
يوليو ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)