شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 20)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 20)
المحتوى
الجديدة مواقف حيروت وسياسته المتصلية. وقد بدا وكأنه ابتلع الأحرار واخضعهم
لسيطرته؛ بعد أن انتقلوا إلى المعارضة:, واصبحواء سياسياً. بمثابة قوة إضبافية لحيروت.
نظام القوتين الكبيرتين ظ
مع اقامة التجمع العمالي من جهةء وغاحال من جهة أخرى. أرسيت أسس نظام
سياسي اسرائيلي يقوم على وجود قوتين كبيرتين» لا يمكن تشكيل حكومة اسرائيل دون
مشاركة أي منهما. غير أن محاولات التوحيد هذهء من ناحية ثانية, لم تمن ينجاح شامل»
بالنسبة لأي من الطرفين؛ إذء كالعادة في الواقع السياسي الاسرائيليء ما أن ينشأ اتحاد
ما حتى يرافقه أيضاً انقسام. فمع اعلان اقامة تجمع مباي ‏ احدوت هعفود اهء أعلن
بن -غوريون» مع مجموعة من «شبابه» (كان من بين أبرزهم شمعون بيرس وموشي دايان
واسحق نافون, رئيس اسرائيل حالياً) انتشقاقهم عن مبايء. وأسسوا قائمة انتخابية
خاصة بهم, سموها قائمة عمال اسرائيل (رافي)"). خاضت الانتخابات مشتقلة وحصلت
على ‎٠١‏ مقاعد في الكنيست. مقايل ‎6٠‏ مقعداً كانت من نصيب التجمع: و8 مقاعد من
نصيب مبام. وحدث الشيء نفسه بالنسبة للمعسكر الآخر؛ إذ مع اقامة كتلة حيروت س
الأحرارء أعلن التقدميون سابقاً (الذين كانوا قد اتحدوا مع الصهيونيين العموميين
وأقاموا حزب الأحرارء والذين كانوا على استعدادء كما يبدوء لتحمل «طفرات»
الصهيونيين العموميين, ولكن ليس «تطرف» حيروت) انشقاقهم عن حزب الأحرارء
وأسسوا حزب الأحرار المستقلين. وحصل هؤلاءء. في الانتخابات. على ‎٠‏ مقاعد في
الكنيستء مقابل ‎”١‏ مقعداً كانت من نصيب غاحال.
ولم تسفر هذه التغييرات: على كل حال» عن تأثير مباشر يذكر على مراكز السلطة في
اسرائيل؛ إذ عاد التجمع العمالي إلى الحكمء بعد الانتخابات: مؤتلفاً مع بعض الأحزاب
الأخرىء وعلى رأسها ‏ كالعادة ‏ الأحزاب الدينية؛ بينما بقيت غاحال في المعارضة. إلا
أن اقامة هذين التجمعين السياسيين الكبيرين وحصولهماء وحدهماء على أكثر من نصف
مقاعد الكنيست في الانتخابات» أدت إلى إعادة تشكيل النظام الحزبي ‏ السياسي في
اسرائيلء وجعلته يتمحور حولهما. وفي المقابل. راح كل منهما يسعى جاهداً إلى توسيع
صفوفه. تمهيداً للوصول إلى وضع يستطيع معه تأمين أكثرية برلمانية خاصة به. يستطيع
معها الحكم وحده» على ما يجره ذلك من ردود فعل لدى القوى السياسية الآخرى,
الأصغر حجماً. كما كانء من جهة أخرى. لإنشقاق بن_غوريون في أواخر أيامه. عن
حزبه. وهو الذي قضى كل سني حياته يعمل جاهداً لتوحيد المعسكر العمالي الصهيوني
وتقويته, تأثيره على المدى الطويل؛ على «قواعد» التعامل السياسي في اسرائيلء من حيث
تقديمه مثلاً للآخرين لإجتياز الصفوف من معسكر حزبي إلى خر؛ وهى ما تحول إلى
ظاهرة جديدة في الحياة السياسية هناك.
وقبيل اجراء انتخابات سنة ‎,.١515‏ وفي الوقت نفسه الذي أقيم فيه المعراخ وغاحال,
كانت حمى الانشقاق قد أصابت أيضاً الشيوعيين الاسرائيليين: فانقسم الحزب الشيوعي
الاسرائيلي (ماكي) إلى شطرين؛ وذلك أثر الخلاف الذي دب داخله حول الموقف من
1
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22732 (3 views)