شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 44)
- المحتوى
-
ليس مجال رصد مثل هذه المواقف. على أن الأمر يقتضي أن ننوه بالدور الهام الذي لعبه
الحزب الشيوعي السودانيء وحستو من قبله, في تحقيق الاستقلال السياسي للسودان*.
كما أنه ينبغي التطرق إلى مساهمة هذا الحزب في تعميق الحياة الديمقراطية في السودان
خلال الفترة الليبرالية القصيرة التي عاشها السودان. فقد لجأت القوى الرجعية
السودانية إلى تسليم السلطة للشريحة العليا من ضباط الجيشء فقفز هؤلاء إلى الحكم في
انقلاب عسكري نظموه يوم ١١ تشرين الثاني (نوفمير) 11454. .
وعلى الرغم من أن القوى الرجعية كانت تستأثر بالمناصب الوزارية كلها عشية
الانقلاب. فضلاً عن الأغلبية البرلانية» إلا أنها لم تخفٍ فزعها من النهوض الثوري الذي
اجتاح المنطقة العربية برمتهاء في أعقاب الانتصار الذي حققه النظام الناصري في مصر
ضد قوى العدوان الثلاثي (بريطانياء فرنساء واسرائيل): في خريف العام 21557 والذي
توج بتحقيق الوحدة المصرية السوريةء وقيام الجمهورية العربية المتحدة والذي تعزز
بالاطاحة بالنظام الملكي الرجعي في العراق: في ثورة ١5 تموز (يوليو) 115/8:
وقد عبّر هذا النهوض عن نفسه في السودان. فعلى الرغم من امتلاك حزب الأمة
الأغلبية الساحقة في البرمان السودانيء إلا أنه عجز عن تمرير اتفاقية المعونة الاميركية,
تحت ضغط الشارع السوداني والنقابات العمالية والمهنية حيث تصدّر الشيوعيون هذه
المؤسسات ولعبوا الدور الأول في تجذيرهاء وقيادة نشاطاتها.
وقيل ان عبدالله خليلء رئيس الحكومة آنذاك (عن الأمة)ء هو الذي أوحى لابراهيم
عبود باشاء قائد الجيشء القيام بهذا الانقلاب العسكري.ء باعتباره الوسيلة الوحيدة
القادرة على تغييب الديمقراطية وتمرير اتفاقية المعونة الاميركية وغيرها من المشاريع
الاستعمارية. فضلاٌ عن اغتيال حركة الجماهير وتصفية الحزب الشيوعي السوداني الذي
بدأ نفوذه يتغلغل في كل مكان من السودان. لذاء لم يكن مستهجناً أن يكون التوقيع على
اتفاقية المعونة الاميركية هو أول ما فعلته حكومة الانقلابء كما بادرت هذه الحكومة إلى
حل الأحزاب القائمة**, بما في ذلك «الجبهة المعادية للاستعمار»؛ التعبير العلنى للحزب
الشيوعي السوداني منذ اتفاقية القاهرة سالفة الذكر (شباط 1507١)ء وحتى قيام انقلاب
عبود العسكري.
وتناثرت الأحزاب وكأنها بناء من قشء فيما عدا الحزب الشيوعيء الذي حافظ على
منظماته وأجهزته الطباعية السرية. وتصدىء منذ اليوم للاتقلاب, لحكومة «ذوي القبمات
* في شباط (فبراير) *150, عقدت الحكومة المصرية معاهدة مع الحكومة البريطانية, مُنح بموجبها الشعب
السود اني حق تقرير المصير, بعد فترة انتقالء استمرت, فعلاً. حتى أول العام 1507: حيث نال السودان
استقلاله السياسي.
* * كانت تقوم في السودان, حينذاك» الأحزاب العلنية التالية:الوطني الاتحادي؛ الشعب الديمقراطي.ء الأمة,
الجبهة المعادية للاستعمار والاخوان المسلمؤن.
04 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)