شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 47)
المحتوى
وينفي التقرير عن اليهود صفة القومية؛ فالقومية «مقومات تاريخية واجتماعية,
تتمثل في الأرض والحياة الاقتصادية المشتركة والتاريخ المشترك واللغة الواحدة والطابع
النفسي المعبّر عنه في الخطوط الرئيسية المميزة في الثقافة الوطنية». ويتساعلء بعد هذا
التعريف العلمي الدقيق والمختصر للقومية باستنكار فيقول: «فهل يمكن الزعم بأن فلسطين
هي الأرض التي نشأت عليها تلك العناصرء وخلقت قومية يهودية؛ في يوم ما؟». ويرد
بمقتطف من رسالة للمفكر الشيوعي الرائد فردريك انجلزء يعود تاريخها إلى العام
80 وفيها يؤكد أن «اليهود أنفسهم لم يكونوا سوى قبيلة صغيرة من البدوء كبقية
القبائل وضعتها ظروف محلية؛ كالزراعة وغيرهاء في معارضة مع القبائل الأخرى». ويردف
التقرير بأن ليس «هناك في تاريخ اليهود ما يثبت أن اليهود. فيما بعدء صاروا قومية
مميّزة في أرض فلسطين أو غيرهاء وقد يقول زاعم بأن اكتساب دولة اسرائيل أرض
فلسطين سيكمل عناصر الأمة اليهودية. غير أن هذا ينافي العلم, ويعزل الأرضء كعنصر
لتكوين الأمة» عن العوامل الأخرى الاجتماعية والتاريخية التي تكوّن الأمة». ويستشهد
كاتبى التقرير على ذلك, بما أكده لينين ؛ من أن اليهود لا يشكّلون أمة, وأنه تم تمثلهم
أكثر من غيرهمء وأنهم ليسوا «سوى فئة مغلقة ومعزولة». ويزيد التقرير الأمر وضوحاً
ويصل إلى تأكيد غياب سمات مشتركة بين اليهود المقيمين في مختلف أنحاء العالم, مما .
لا يجعل منهم أمة واحدة تناضل في سبيل وطن قومي. ويرى التقرير الشيوعي السوداني
«أن اليهود يعيشون في مختلف بلدان العالم كأقليات,» ومشكلتهم ترتبط بمشكلة الأمم
التي. يعيشون بينهاء وتحررهم هو تحرر تلك الأممء سواء من القهر القومي أو الطبقي؛
حيث تزول الفروقات الداخلية ويندمجون فيها»©).
ويعيد التقرير المذكور التمييز العنصري في اسرائيل؛ بين السيفارديم والأشكنازيم,
إلى «المفهوم الرجعي العنصري». ثم يقفز إلى السؤال القديم الجديد عن امكانية التغيير
الاجتماعي في اسرائيل من الداخل. ويصف توقع مثل هذا الحل بأنه وهمي «لا يأخذ في
الاغتيار الظزوف الخاصة التي أدت لقيام دولة اسرائيلء وهي تفتقد السمات الأساسية
للدولة الوطنية. فلقد قامت دولة اسرائيل المصطنعة على أساس اغتصاب مسلّم, وهى
لا تعترف بحدود معينة؛ وتبني سياستها على أساس المطامع التوسعية في الوطن العربي؛
وشعارها ليس لليهود أرض محدودة لإقامتهم '. ويتبع ذلك افتقار مثل هذه الدولة لشعب
معينء له خصائصه المشتركة. فاتساع الغزى لأراضي الغير. مع اتساع الهجرة, يجعل من
دولة اسرائيل مجرد أداة للقهر الاستعماري والعنصريء وخليطاً من سكان لا تربط بينهم
روابط قومية. ويكشف الوضع الاقتصادي لإسرائيل طفيلية وجودهاء كدولة ليست لها
مقومات الوطنية». وفي تدليله على المقولة الأخيرة. يشير التقرير إلى أن اسرائيل تعتمد
«على اقتصاد غير منتج2 أساسه الخدمات والبناء. اللذان يستوعبان 7277 من الناتج
القومي. ويشغلان 1 من القوى العاملة. تعتمد اسرائيل على التحويل الخارجي...
ولم تساهم المدخرات المحلية بثيء يستحق الذكر في تكوين رأس المال اللازم لتنمية
اقتضادها. إن طفيلية اقتصاد اسرائيل تتجلى في الطابع العسكري للحياة فيهاء وسيطرته
التامة على الحياة المدنية؛ بحيث يصبح سكانهاء من اليهود القادرين على حمل السلاح,
00
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)