شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 52)
- المحتوى
-
السريع باثني عشر ضابطا ديمقراطياًء. بعد محاكمات صورية. صدرت عنها أحكام
تعسفية جائرة: كما اكتظت المعتقلات بآلاف الشيوعيين والديمقراطيين السودانيين. ومن
يومها عاش الحزب الشيوعي السوداني أياماً عصيبة» بدأ فيها يضمّد جراحه. ويلملم
أشلاءة, ويحاول أن ينهض من جديد » بعد الضبرية الغادرة القاصمة التى تلقاها قِ تموزر
(يوليو) .١91/١
وبعد مرور أقل من عام واحد على هذه الضربةء تمكن الحزب من التكيف مع
الأوضاع السوداء الجديدة» ومن التعامل معها باقتداره المعروف, فنزل بكوادره وأعضائه,
الذين أفلتوا من القتل أو الاعتقال» تحت الأرضء ونجح في إعادة الاتصال بكل مناطق
السودان. وعادت مشاركته في القضايا العربية تظهر من جديدء عبر بياناته ومجلته
السرية «الميدان» والتقارير الصادرة عن دورات لجنته المركزية.
وفي أيار (مايى) 2.1417 أصدرت اللجنة المركزية للحزب تحليلاً عن الأوضاع
العربية حينذاك. تضمن وجهات نظر صائبة وتنبؤات أثبتت الوقائع دقتها وصدقها. إن
يبدأ التحليل بالتاكيد على «أن مواجهة العدوان الامبريالي الصهيوني. وإزالة عار
الاحتلال تعتمدان؛ قبل كل شيء؛ على نهوض الجماهير العربية» ووحدتهاء واحتشادها في
المعركة» وعلى تحالفها الوثيق مع القوى التقدمية العالمية المعادية للامبريالية, وفي طليعتها
الاتحاد السوفياتي». وأظهر التحليل كيف أن التجارب المريرة «قد أكدت فشل كل طريق
غير هذا الطريقء وأثبتت عقم سياسات التردد والاحجام؛ ورسمت معالم الوضع العربي
الراهن» في خطوط جلية بارزة. فقد فشلت النظريات الانهزامية القائلة بأن الحل في يد
الولايات المتحدة. متعامية عن أن القضية؛ في جوهرهاء هي صراع بين حركة التحرر
العربية والامبريالية بزعامة أميركاء وأن الولايات المتحدة هي سند اسرائيلء ومحرضتهاء
وأنها عدونا الأول. وفشلتء أيضاًء سياسات التصالح مع الحكومات العربية الرجعية,
و(الطبطبة) على ظهرهاء والتوجه إليها بشعار قومية المعركة. فموقف الرجعية العربية كما
أثبت الملك العميل حسينء بكل وقاحة؛ هو العداء السافر لحركة التحرر العريية, والسعى
لهزيمتها بكل السبلء بما في ذلك اضعاف المعركة ضبد العدى الامبريالي الصهيوني.
وفشلتء أيضاًء سياسة الاستعانة بحكومات الدول الاسلامية؛ لأن القضية ليست دينية,
ولأن أغلبية هذه الحكومات (مثل باكستان وتركيا وايران* والملايى وغيرها) مرتبطة مع
الامبريالية» بأحلاف عسكرية؛ موجهة, في الأساس. ضد القوى المعادية للاستعمارء ولن
تضحي بارتباطاتها هذه لحماية مقدسات الاسلام والمسلمين. وفشلت سياسة المبالغة في
دور الديبلوماسية الفوقية». وخاصة مع حكومات اوروبا الغربية» والاعتقاد بجدية وقدرة
هذه الحكومات على إجبار اسرائيل على الانسحابء أو إجبار أميركا على حجب مساندتها عن
* يقصد التحليل ايران زمن الشاه وقبل الثورة الأخيرة التى أطاحت بالشاه.
3,73 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39589 (2 views)