شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 67)
- المحتوى
-
هذه الحجج وأشبعت بها تفكير عامة الناس حتى أصبح معظم الغربيين يتبنون هذه
الحجج ويطرحونها على المقاومة الفلسطينية وعلى العرب بشكل عامء وكأنها من حججهم
هم وأفكارهم. وهذا دليل واضح على نجاح الدعاية الصهيونية.
١ - الحق التاريخي أو التوراتي: عزل اليهود أنفسهم في «الغيتو» أي في آحياء
خاصة بهمء إما نتيجة لتصوراتهم الدينية المميزة» إذ أنهم وقعوا فريسة للمقولة «شعب الله
المختار»» إما لأنهم عُزلوا في المجتمعات المسيحية في اورويا لأسباب دينية بسبب مقولة
«صالبي المسيح», أو لأسباب اقتصادية احتكارية» وذلك لرفضهم العمل اليدوي وامتهانهم
التجارة أو الصياغة والمراباة بالنقود والذهب. ولهذا لم يشارك اليهود في اورويا المجتمعات
التي عاشوا بينها أفراحها وأتراحها . وبالرغم من أن اليهود «الاشكنان»: أي اليهود
المتحدرين من أصل اوروبيء ينتمون, أصلاًء إلى قبائل الخزرا©) التي اعتنقت الدين
اليهودي في القرن الثامن الميلاديء إلا أنهم حافظوا على الرابطة الروحية بينهم وبين
اليلاد المقدسة. ولا تزال جملة «العام القادم في أورشليم» تتردد في نهاية صلواتهم إلى
الرب يهوه. ولا شك أن لهذه الجملة في صلواتهم رومنسية وجاذبية خاصتينء مما طبع في
أذهان الأجيال اليهودية أن أصلها يعود إلى فلسطينء أو إلى القدس اورشليم.
وربط اليهود مصيرهم بالقدسء ويالمعبد الذي هدمه القائد الروماني تيتؤس في عام
٠لام حيث دمر هيكل سليمان واقتاد ما به من يهود أسرى إلى روما('). ومنذ ذلك الوقت
بقيت فلسطين والقدس في ظل سيطرة الأمبراطورية الرومانية, التي اعتنقت, فيما بعد أي
في القرن الرابع الميلاديء الدين اليهودي. وفي عام 5١1م اجتاح البلاد الغزى الفارسي,
حيث تم تهديم الكنائس وقتل السكان. وظلت البلاد على هذا الحال حتى عام 178م.
حيث فتحها عمر بن الخطاب. ودخلت البلاد. منذ ذلك الحين. ضمن السيطرة العربية
الإسلامية.
واستطاع كاتبى العهد القديمء التوراة, أن يشدّوا أتباع الدين اليهودي إلى اورشليم
وإلى البلاد المقدسة, وقد اعتمدت, من خلال ذلك الحركة الصهيونية كحركة سياسية,
التوراة بمثابة صك اللملكية لفلسطين؛ ومنها طوّروا فكرة الحق التاريخي أو الديني المدعم
بكتاب مقدس(). واستطاعت الحركة الصهيونية بدعايتها النشطة أن توهم. الناس ان
تاريخ فلسطين يبدأ مع التوراة. متجاهلة القبائل الكنعانية والهجرات الكنعانية المختلفة
التي سكنت البلادء منذ ألفي سنة على الأقلء قبل الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين
والتي جاءت مع موسى عبر صحراء سيناء من مصر إلى فلسطين.
ولم يقتصر هذا التوجه السياسي الإعلامي على مخاطبةالجاليات اليهودية فحسبء
بل انطلق الصهاينة إلى المجتمعات الاوروبية المسيحية لإقناعها بمساعيها من أجل إنشاء
وطن قومي لليهود في فلسطين. ومن أجل ذلك أبرز الصهاينة الفقرات الخاصة بذلك من
العهد القديم لكي تساعدهم في تثبيت ادعائهم ذاك. وقد نشطت بعض الحركات الدينية
المسيحية في اورويا وأميركا لتبنى هذا الادعاء وللمدافعة عنه مشوّهة بذلك الوجه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22748 (3 views)