شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 72)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 72)
- المحتوى
-
أما ديفيد بن -غوريون موؤسس الدولة الصهيونية فيقول: «إن معتى الثورة اليهودية
يكمن في كلمة واحدة: الاستقلال. الاستقلال للشعب اليهودي 3 وطنه(١١),
وهكذا طرحت الحركة الصهيونية نفسها على أنها ثورة. وعلى أنها حركة وطنية
أو قومية, أو حركة تحرر وطني تقاتل ضد الاستعمار البريطاني من أجل الحصول على
الاستقلال الوطني في فلسطين. أما مناحيم بيغن فإنه يطرح نفسه على أنه حركة مقاومة
سرية, وهذاء طبعاًء طرح غريب ويعيد عن الحقيقة. لأن الحركة الصهيونية قد نشاد. في
اوروبا ولم تنش في فلسطينء, ثم بعد نشأتها في اوروبا هاجرت إلى فلسطين متحالفة مع
الاستعمار البريطاني. ولا داعي هنا إلى الاشارة إلى وعد بلفور الذي قطعته بريطاتيا
للحركة الصهيونية, إبان الحرب العالمية الاولى في تشرين الثاني (نوفمير) 1511.
وما حدث في فلسطين هو استبدال الاستعمارالبريطاني الذي كان عبارة عن استعمار
تقليدي بالحركة الصهيونية والتي هيء ولا تزال» حركة استعمارية من نوع أسوأ _
وهو الاستعمار الاستيطاني وذلك بعد طرد السكان الأصليين» وتغيير المعالم التاريخية
والحضارية والديموغرافية للبلاد.
وأي استقلال هذا الذي بيتحدث عنه بن_غوريون وديفيد غرين الأوكراني الأصل؟
فبدلاً من أن يستقلا في بلديهما الأصليين يأتيان ليستقلا في مستعمرة اسمها فلسطين,
وذلك بمساعدة الدول الكبرى وخصوصاً بريطانيا والولايات المتحدة الاميركية.
ويعترف ماكس نورداو أحد كبار مفكري الحركة الصهيونية أنه: «بالنسبة للعالم
الخارجي فلقد نجمت الحركةالصهيونية عن دافعين خارجيين: أولا: مفهوم القومية. ذلك
المفهوم الذي سيطر على الفكر الاوروبي لمدة نصف قرن وقرر سياسة العالم. ثانياً:
اللاسامية التي يعاني منها إلى حد ما كل يهودي»("0).
وهذا دليل واضح واعتراف صريح بأن الحركة الصهيونية ما هي إلا نتاج للفكر
الادروبي وللمواقف الأروروبية تجاه اليهوب. إذ أن الحركة الصهيونية قد طرحت نفسها
منذ البداية على أنها حركة قومية لليهود في اوروياء ولكنهم حاولوا أن يعمموها على يهود
العالم أجمع.
ولكئن كانت الحركة الصهيونية قد تأسست في اورويا الغربية» فإن جذورها تعود إلى
اوروبا الشرقية2» حيث عبّرت عن مطامح طبقات المواطنين اليهود. «إن التغييرالذي طراً
على المجتمعات الاوروبية الشرقية بسبب الذخول المتأخر للعصر الرأسمالي إلى تلك المناطق»
قد حد من المساواة ومن التحول البروليتاري لقطاعات كبيرة من الجماهير اليهودية.
ولم تكن الصهيونية إلا عبارة عن ردة فعل صغار البرجوازية اليهودية التي شعرت
بالضغط عليها في ذلك العصرء ولذلك لا يمكن مساواتها بحركات اوروبية أى قومية, كالتي
نشأت في مرحلة نمى وتطور الرأسمالية»(4).
ولا شك أن قادة الحركة الصصهيونية ؛ يعرفون ذلك تماماً ولكنهم يطرحون أتفسهم
إلى آن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39589 (2 views)