شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 151)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 151)
- المحتوى
-
مأساة النشأة الأولى
عندما حاقت النكبة بالوطن في منتصف عام ١9548 لم يكن راشد بلغ الثانية عشرة
من عمرهء ولم يكن أنهى الصف الثالث الابتدائى في مدرسة إحدى القرى المجاورة لقرية
(مصمص). قريته المغمورة في بداية منطقة المثلث. فقد كان والده جسين محمود إغباريه
بشر بابنه البكر في يوم الاثنين 54/؟١/1957. إبان الثورة الشعبية في فلسطين. وسمي
ذلك المولود «حاتم»('). وسجل خطأ في شهادة الميلاد باسم «راشد». ويه عرفء وان ظل
ينادى بين أهله باسمه الأسيق «حاتم». ويبدو أن خلو القرية من المدرسة:» دليل صغرها
وضالة مركزها آنذاك. وظروف الحرب العلمية الثانية قد أخرا إطلالة راشد على نعمة
الحرف وعالم الكلمة المكتوبة سنتين. حيث لم يلتق بمدرسته الأولى إلا وهو ابن تسع
سنوات. وكان يذهب كل يوم مشياً إلى مدرسته في قرية «أم الفحم» ليتعلم مع قرويين
آخرين يكبرونه سنا وبوسائل بدائية("). وهكذا نستطيع أن ندرك كيف يمكن أن يكون
ذهن الصبي عند وقوع النكبة خالياً من معنى الكارثة الوطنية وآثارها وأبعادها. ومع
ما يمكن أن يكون لحق بالتعليم والدراسة بين العرب في الأرض المحتلة2 بعد النكبة
مباشرة من تعطل وإهمالء كما سنشير فيما بعد. فقد تابع راشد دراسته الابتدائية» وكان
ديقضي معظم وقت فراغه بعد المدرسة في دكان والده في القرية. حيث يلتقي بالقرويين
الكباره ويستمع إلى أحاديثهم وتهامسهم حول موضوعات حياتهم: الاحتلال والدولة
الجديدة الغريبة. ومصادرتها أراضي القرية. ونسف بعض القرى في فلسطينء وتجاهل
السلطات مطالب أهالي القرية بنقل معسكرات تدريب الجيش من حول القرية بسبب
ما يلحق قريتهم كل يوم من أضرار وخسائر نتيجة التدريبات العشكرية؛ الأمر الذي نما
اهتمامه بالنماذج التاريخية وبمجريات الأحداث السياسية.
وإذا كان لا بد لمثل راشد أن يقع تحت تأثير بيئته القروية في منطقة المثلث التي
كان يتحكم في حياة سكانها قدر من الجهل والعلاقات الأسرية إلى حد كبيرء فإن انتقال
ل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11110 (4 views)