شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 152)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 152)
- المحتوى
-
الفتى الريفى إلى مدينة الناصرة في شمال فلسطين لإكمال دراسته الثانوية؛ كان له أثره
الفعال في تفتح وعيه الحياتي والسياسي بخاصة؛ فمدينة الناصرة تعتبر مركز نشاط حيوي
بين الأقلية العربية في فلسطين المحتلة. لكونها مركز نشاط الشيوعيين العرب في
فلسطين*1"). خصوصاً في ذلك الوقت المبكر الذي تلا النكبة في. مطالع الخمسينات» وقد
بدأ العرب هناك يتململون للخروج من (مرحلة البيات)(؟) التي فرضتها عليهم ظروف
الحياة الجديدة. وكانت مدينة الناصرة مركز الشعور بالشخصية العربية في قلب (الدولة
الصهيونية), وفيها راح راشد الطالب «يقضي جزءاً كبيراً من وقته في غرفة صغيرة
استأجرهاء في القراءة والكتابة. وراح يلاحظ كيف يرقص أهل الناصرة الدبكة الشعبية
بإيقاعاتها مع استعمال الألفاظ التي تعبر عن المعارضة والتحدي السياسي»!*). ونستطيع
أن نقدر ظروف نشأة الفتى وحياته المحافظة التي ربما حالت دون انتسابه المبكر إلى
الحزب الشيوعي. ولقد يكون لأثر الاذاعات العربية في هذا الوقت من الخمسينات,
وخصوصاً إذاعة «صوت العرب» وما كانت تعكسه من مد حركة القومية العربية بتأثير
جمال عبدالناصر ونفوذه القومئ ما آزر عنصر النشأة وظروف الحياة في الحيلولة دون هذا
الانتساب**7(). وإنلم يجد الشاب أمامه. مثل كثيرين من الشباب العرب» فيما عدا
الشيوعيين, أي مجال مفتوح ينظم من خلاله طاقاته ونشاطه الوطني. ومع ذلك؛ «فلم يكن
أي اجتماع وطنيء سواء كان شيوعياً أم قومياً. يمكنه أن يتم دون حضور الشاعر ابن
الثامنة عشرة. وكان قد كتب قصيدته “من آسيا انا/9) وهو طالب في المدرسة العلياء
وأصبح مشهوراً. وكان يلقي قصائده على قارعة الطريق وفي المقاهي وساحات القرية
والتجمعات الوطنية. وتعكس أشعاره حقيقة انه كان مأخوناً بآلام التضحية بالنفس
والاحتمال والموت بالنسية لأعمال التسلل والفدائيين في تلك الفترة من الخمسينات»().
يقول محمود درويش في ذكرى راشد حسين:
كان يرمي شعره في مطعم (خريستو)
وعكا كلها تصحو من النوم
وتمشي في المياه
وهو يرمي لحمه للطير والأسماك في كل اتجاه!")
* يقول حبيب قهوجي مشيراً إلى, أن معظم النشاطات الهربية الثقافية والسياسية كانت في منطقة الجليل
في شمال فلسطين: «كانت قرى المثلث ترتيط ثقافياً مع يافا وطولكرم وجنين.ونابلسء لكن يافا لم يبق فيها
سوى خمسة أو ستة آلاف عربي, وانقطعت صلة قرى المثلث الصغيرء أي نابلس وجنين وطولكرم, فبقي
مجتمع عرب المثلث مقطوعاً عن جذوره وارتباطاته الثقافية... ثم ان مجتمع المثلث مجتمع أسريء» يؤثر فيه
رب الأسرة على أبنائه وأحفاده ويلزمهم» + مثا بالتصويت للماباي للحصول على مكاسب عائلية» وذلك بعكس
الوضع في الشمال». كما يذكر. أيضاً. أن قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني: من الشمالء وبالذات من
حيفا والناصرة وعكا.
** يذكر أوري افنيري أن راشداً كان يزدري الشيوعية. وأنه قال له ذات مرة: «من المستحيل أن
تصدقهم .إن الشيوعي يختلف عن أي إنسان آخر. إنهإنسا نتابع.إنه يفكرفقط حسب خط يرسمه له الآخرون».
١و - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11110 (4 views)