شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 153)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 153)
- المحتوى
-
وكتب توفيق فياض الروائي الفلسطيني البارز الذي يقيم حالياً في بيروتء يقول:
«كنت في الرابعة عشرة حين كان راشد يتأجج. كان طرفة بن العبد لا أدري لماذا
يطل في الذاكرة القروية كلما أطل راشد حسين من على صفحات الجرائد ومن عيون
الصبايا». ويشير توفيق إلى مظاهرة احتجاج على الاعتداء الصهيوني أنذاك على مستشفى
غزة. وإلى شاعر المظاهرات راشد حسينء «ولكن قصيدته أخذتني من يدي ورمتني في
المظاهرة إلى أن فرقتنا هراوات الشرطة العسكرية والغاز المسيل للدموع... وكان راشد
قد أصبح جزءاً من هموم الناس» وجزءاً من فلسطين الصغيرة الكبيرة. يتحدث عنه
الفلاح والعامل ويعيش الطلبة على قصيدته القادمة؛ وعلى مقاله الأسبوعي الساخن. كان
الوطن العربي يهب ويغلي ويثورء وكانت الناصرةء مظاهرات ودماً يسيل على الشوارع,
وراشد حسين ينشد للنيل والاوراس ويردىء وليافا والقدس»(''). ويتأكد هذا القول في
كلمة «أبناء البلد» في تأبين راشدء فقد «كان منبره كل مكان يوجد فيه شعيبه... كان
جمهوره كل شعبه في هذه البلاد. وفي وقت قصير جداً أصبح راشد ظاهرة قومية متألقة
في حياة عرب هذه البلاد. كان وحيداً ومحاصراً. ولكنه استطاع أن يحفر صورته وصورة
شعبه بخطوط عميقة على واجهة الحصارء(''). وهكذا صار راشد «في أواخر الخمسينات
سين المنابر في الأرض المحتلة,١١).
وإذا كان لكل من هذه العوامل أثره وفاعليته في تكوين راشد بدرجة أو بأخرى.
فإن هناك عامل آخر كان له. دون شكء أثر في حياته وتكوين نظرته للأمورء وبلورة رؤيته
في الحياة. أعني بذلك عمله بعد تخرجه من المدرربسة العليا في التعليم» في مدرسة ابتدائية
في إحدى القرى في الوسط العربي. ويمكننا أن نقدر لهذا العامل تأثيرين متناقضين: فمن
ناحية نستطيع أن نقدر مدى الحذر الذ الذي كان راشد المعلم يلجأ إليه وهو يخرج على
تعليمات السلطات الاسرائيلية. التي تقضي بتحريم استعمال الكتب العربية ليدرس
تلاميذه شفوياً(”"). ولم يكن هذا كله إلا بدافع الغيرة القومية والشعور بالوطنية. ومن
ناحية ثانية, يمكننا أن نتفهم دوافعه الطبيعية للاستمساك بهذه الوظيفة. حيث لم يكن
سهلاًء بالاضافة إلى صعوبة الحصول عليهاء على الشباب المثقفين من العرب/ أن يجدوا
عمل سواها على الرغم من مساوىء المدرسة في المناطق العربية في الأرض المحتلة.
كانت مجهزة تجهيزاً فقيراً. وكانت الشروط الصحية فيها متدنية, فالصفوف © تكتظ
بالأطفال القرويين الحفاة؛ ولم تكن تتوفر لهم الوسائل التعليمية... وكان الجيران يقدمون
بيوتهم لتوفير حاجات المعلمين والتلاميذ»(؛
ونستطيع أن نتصور شاعرنا الشاب بين الشعراء الرواد بعد النكبة من أمثال حنا
أبي حنا وتوفيق زياد وحبيب قهوجي وعصام عباسي يشاركهم في النشاطات الشعرية في
أواسط الخمسينات وهو أصغرهم سنا. وتمثل هذه النشاطات الثقافية بداية الحركة
الوطنية بين العرب في الأرض المحتلة في هذا الوقت. وهكذا يتعرض ابن الثامنة عشرة
لهذه المؤثرات المتناقضة: ويلفت إليه الأنظار بما يظهر من قدرة واستعداد. يلفتء في وقت
واحد أنظار الجماهير العربية» وأنظار رجال السلطة إلى درجة جعلت أحد المسؤولين
1١4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11112 (4 views)