شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 154)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 154)
المحتوى
العسكريين يقول ذات مرةء غاضباً ومتعجباً: «من هو هذا الصبي؟»١').‏ ويروي اوري
افنيري الرواية التالية التي تشير إلى بداية التماع راشد الشاعرء. يقول: «ذكر لي مراسل
'هوعولام هازيه ' الذي غطى أخبار اجتماع المثقفين العرب في يناير ‎١5548‏ في الناصرة,
انه شهد حدثاً فذاً. شاباً قروياً يلبس كوفية» وقد ألقى قصيدة ألهبت حماسة الجميع؛
وأن ذلك الصبي يستحق أن يبحث عنه؛ فهو شاعر حقيقيء أول شاعر يولد بين العرب
الاسرائيلين. وأخبرني أن اسمه راشد حسين». وقد لقيه افتيري وتعرف علي
وكتب أول مقالة عنه لتظهره في الصحافة الاسرائيلية. وكان عنوانها «من آسيا اناء(").
كما يروي أيضاً حكاية استدعاء راشد إلى مكتب الحاكم العسكري الذي قال له بلهجة
أبوية: «انك تكتب شعراً جيداً... وبعد أسابيع قليلة سيكون يوم الاستقلال. وقد نظمت
استقبالا لشخصيات عربية في منطقة المثلث. وأريدك أن تكتب قصيدة اجيدة تحيي فيها
دولة اسرائيل كي تلقيها في الاجتماع». ويقول افنيري: «كان راشد رجا حساساًء وريما
أكثر رجل قابلته ف حياتي حساسية. لق أحس بالإهانة ف أعماق روحهء فأجاب في كبرياء
وتصميم, 'إنني لا أكتب الشعر بالطلب ' . ولا لم تجد وعود الحاكم ولا وعيده كي يظهر
الشاعر 'حبه للدولة ', قال للحاكم: ' انني ضد الحكم العسكري وضد كل ما تقوم به. إن
الحكومة سرقت أرضناء وانها تمنعني من السفر من البلاد دون تصريح سفر. إن وجود
الحكم العسكري ذاته يمثل اضطهاد الأقلية العربية ف اسرائيلء» وهل تريدني أن أنظم
الشعر في مديح الحكم العسكري؟ هل تظنني عاهراً؛ ' . وبرغم تهديدات الحاكم العسكري
بصلاحياته الظالمة. فقد ظل راشد ثابتاً في رفضه. مع ما يمكن أن يجلبه ذلك على عمه
المختار وعلى أسرته, وربما على أهل قريتهء فقد كان مثالياً: وشاعراً تتلمذ لشعراء عرب
قوميين. ويصف افنيري أثر تهديدات الحاكم العسكري لأسرة راشد باعتبار ابنها عدواً
للدولة. وكيف أثرت أسرته عليه من خلال مظاهر محزنة بسبب أخطار الانتقام منهاء الأمر
الذي جعل راشد يتمزق بين إخلاصه لعائلته وإخلاصه لنفسه ولمثله وضميرهء وكيف
خضع أخيراً لتوسلات الأسرة. فكتب أبياتاً من الشعر قدمها للحاكم. ويعلق افنيري على
هذه الواقعة بقوله: «في ذلك اليوم مات راشد حسين. كانت السنوات العشرون اللاحقة
غمة مظلمة هزت راشدء كالرجل المشدود باحبولة الجلاد تضيق عليه ببطه").
وكان راشدء بسبب نشاطاته, من بين من يراقبهم البوليس السري باعتيارهم
مصدراً محتملاً لتهديد أمن الدولة. فكثيراً ما كان وكلاء البوليس يفتشون بيت راشد
ويتركون كل شيء مبعثراً كما لو كان في مجزرة, ويصادرون الكتب والشعر والمقالات غير
المنتهية. وقد اعتقل مرة ضمن (000) آخرين بعد الاشتراك في اجتماع الممسرح
الامبراطوري في الناصرة في كانون الثاني (يناير) /195. ومنذ هذا اليوم عرف راشد أن
أيامه في الوظيفة باتت معدودة, الأمر الذي تحقق فعلاً بطرده من عمله لمشاركته في
نشاطات الجبهة التقدمية بين الشيوعيين والقوميين("'). وتشير كلمة «أبناء اليلد» في كتاب
التأبين. إلى اشتداد الإرهاب في ذلك الوقت إلى درجة الخطرء. حيث كان «جنود مجهولو
الهوية يقتحمون بيت والديه في الساعات المتآخرة من الليل بحثأ عنه. وشقته تغتصب ي
غيابه مرّات في الشهرء ورسائل التهديد من أشخاص مجهولين لا تكاد تنقطع» (05).
1/6
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7134 (5 views)