شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 165)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 165)
- المحتوى
-
وليس مستغرباً على مثل راشدء ببساطة نفسه وصدقهاء ويحساسيته المرهفة» ان
يكون غريب الأطوارء فيرى نفسه وهو في اميركا جذراً في الهواء قام» وان على هذا الجذر
ان يورق أوراقاً أميركية, فهل تراه يقنع بذلك: وهو الذي يحس بالتيه والضياع في غابة
جبال الاسمنت وبلاد الدولار؟ ففى ؤقت مبكر من عام ١917١ رفضت الحكومات العربية
إصدار جواز سفر له من أجل السفر إلى أوروبا أى الشرق الأوسط(""). فاضطر إلى
اللجوء إلى السلطات الاميركية للحصول على جنسيتها. وتصف لذا (افيتال دلكوف) فرحه
بموافقة السلطات على ذلكء. وكيف كانت معنوياته عالية إلى حد كان يبدو كأنه يرقص,
«وقد خرج وهو يبتسمء حاملاً شهادة الجنسية بيدء وعلماً أميركياً صغيراً باليد الأخرى.
ثم اكفهر فجأة, فكسر العلم ورماه بعيداً وهو يلعن ويسب باللغة العربية طوال الوقت.
وتحولت قطعة الورق في يده إلى شيء محزن عندما أفاق إلى حقيقة انه لا يمكنه الشعور
بالولاء بصفته مواطناً أميركياً. وان عليه أن يعيش ويموت فلسطينياً بلا دولة»(05).
لقد عاش راشد أربعين عاماً من الانفعال والحزن والفلسطينية: فمثل بذلك
شخصية فلسطينية تراجيدية تشريت قسمات وجهه أحزانها التاريخية. ولم يستطع هذا
الفتى الريفي الوسيم الذي انغمس في حياة تل أبيب منذ وقت مبكرء وريما سحر
الكثيرات من بنات تل أبيب وحيفاء لم يستطع أن يتخلصء حتى في علاقاته الغرامية
من آثار هذا الحزن الباسل الذي عمق في نفسه الاحساس بشهامة ابن الريف. ونقرأ في
شعره الغزلي الكثير من مطلع شيابه. فنحس فيه نغمة الحزن على سطح عواطف الحب
لديه. ويشف شعره الغزلي هذا عن تجارب غرامية كثيرة مر بها راشد. فقد ذكر أفنيري
أن راشداً كان يحدثه عن بعض غرامياته. وكيف أن أهله رتبواء : ذات مرة: أمر زواجه من
إحدى قريباته فرفض ذلك الزواجء إذ لم تكن قريبته متعلمة. ثم كيف أنه أحب معلمة
عربية في إحدى القرىء: ولكن هذا الحب لم يكن ممكناً بسيب الحاجة إلى المهر والمتعلقات
الأخرى. وأنه أحب فتاة يهودية أميركية * تعمل باحثة نفسية في تل أبيب2ء وعاش
معها كما هي الطريقة بين اليهود؛ ولم يتمكن من الزواج منها ضد رغبات الأهل والتقاليد
العربية. ومع ذلك لم يكن قادراً على قطع علاقاته معها. كما يشير أفنيري إلى العراك
الذي أثاره راشد (الريفي الشهم) في إحدى الحفلات بتل أبيب وقد رأى عشيقته تلك
تراقص شخصاً آخر. ومهما يكن هدف صديقه افنيري مما نسبه إلى راشد من بوحه له
ببعض قضايا غرامياته ومشاريع زواجه(4"), أهو ذكر الحقيقة أم التشنيع على العرب»
بتجسيد عقبات الزواج عندهمء فإن من الأدنى إلى الاقتناع أنه قد تعددت علاقاته
الغرامية في المدينة (اليهودية). وفي اميركا أيضاً. قبل زواجه ومن بعده.ويذكر صديقه
فوزي الأسمر قصة سفر راشد يوماً من تل أبيب إلى حيفا ليلقى حسناءء كان قد تواعد
معها على غداء في حيفاء وقد ظل طوال السفر يحدث فوزي عن تلك الحسناء بصفتها
كت آن ليفي التي تزوجهاء فيما بعدء في أميركا. وقد ذكر لي والده: أنهم لم يكونوا راضين عن ذلك
03
ل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 117
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11110 (4 views)