شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 200)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 117 (ص 200)
المحتوى
العلاقات الفلسطينية ‏ «الاسرائيلية»
يخصص الكاتب قصتين عن «الاسرائيليين», من خلال شخصيتي الكولونيل عزرا في بيته» وامرأة
فقدت زوجها في «الدفرسوار». ولعل الكولونيل عزراء المملء المضجرء المقززء استدعى لجوء الكاتب إلى
التنقيط, بحيث تحولت قصة «اجازة» إلى اشباه جمل سردية» متلاحقة. ومضجرة: فالكولونيلء في علاقته
بزوجته واولاده. هى نموذج الصلف والتخلف والقذارة. فعلى زوجته أن تقدم له الطعام الجاهز فوز وصوله.
وعليها أن تمارس معه الجنس حتى ولو كانت مريضة: وعندما يستيقظ صباحاًء في الخامسة. «أيقظ زوجته,
قامت لتعد له القهوة», وأنهض الأطفال باسمائهم تحت حجة «يجب أن يعتادوا على النهوض مبكرا» رغم
أنه يوم اجازة. وفجأة جاء الاستنفار «لقد عملوها أولاد القحبة... اولاد الزونة»2. وعلى اللاسلكى قال:
«لا تستعملوا الغاز حتى احضرء(ص 85). 0
فؤضع الكلولونيل» أمام جبروته العائلي» وصلفه وغرورهء كانعكاس لأثر المقاومة الشعبية للاحتلال على
أعصايه ومشاغله من جهة:, وكممر حتمي إلى افق مسدودء لا يقدم لأطفاله سوى الارهابء» ولزوجته غير
العبودية, ولنفسه غير الانتحار البطىء كمدا.
ومن الانتحار البطيء, إلى الانتحار الفعليء ينتقل الكاتب: من «أجازة» إلى «شارات في الطريق إلى
غويافان» فالزوجة تلتقط مفتاح الكذب في فلسفة. الرابي اليهودي؛ «عندما احضروا جثته قال لي الرابي إنه
بطل... لقد تحول زوجي إلى بطل بعد أن أصبح طفلي جائعاً وأنا اصبحت لا اعرف شيئأ» (ص 25 - 850)
ومرة اخرى تعود إلى تلخيص فلسفة الرابي «لقد خلقنا لنموتء ولننجب اطفالا ويموتواء وسنقهر اعداعنا
عندما يدركون إننا انكسرنا أبطالً وتركنا الخراب في المدينة»ء (ص 217).
إن الرابي المجسد للفلسفة الصهيونية؛ ولكلمات الشاعر الصهيوني يهودا عميحاي: هذه الأرض التي
يسكن الأموات /تربتها/ بدلا من الفحم والذهب والنحاس ‏ الوقود لمجيء الخلاصء هذا الرابيء لا يجد
في اليهودي سوى ماذة للحريق والموت. لكن المعادلة تهتزء ويدخل الفدائيون إلى الشعرء حين يقول يعقوب
ياسار:
كنت شاعر المملكة
بها اثنان يحكمان في الليلء
وواحد في النهار.
حتى يأتي الصوت الشعري الثالث» فيندغم في فجيعة زوجة القتيل, عندما يسأل مستنكراً: إلى متى
يظل يومنا المأمول/ على دمنا يسير؟!*
هكذا شهد سلمان ناطور على لوحته البانورامية. فجسد مصائر أبطال يكافحون على أرض شاسعة,
هي وطنهم. واظهر خوف الصهيوني من الافلاس والعري وتمسكه بالتزوير. ولأن «المزاح جد إذا اجتلب
ليكون علة للجد». كما قال أبو عثمان الجاحظ في كتابه «الحيوان»» فإنه في «البخلاء»» في تزوير عبد الرحمن
الثوري لعياله. يكاد يكشف تزوير عزرا -والرابي «كلوا الباقلي بقشوره فإن الباقلي يقول: من أكلني بقشوري
فقد أكلني, ومن أكلني بغير قشوري فأنا الذي أكله. فما حاجتكم إلى أن تصيروا طعاماً لطعامكم؟!».
علي حسين خلف
* د. ابراهيم البحراوي.. الأدب الصهيوني بين حربين: بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر,
طبعة أولىء حزيران (يونيو) /ا51١.‏
"5
تاريخ
أغسطس ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 11178 (4 views)