شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 11)
المحتوى
كفاحية علياء شكّلت, ‎٠‏ على الدوامء مهماز الوعي الثوري والالتزام القؤمي النظيف. عند
كمال جنبلاط. لهذا كان يعاودُها دائماً؛ كأنه عالمٌ من علماء الأسبابء منهجه في السياسة
كمنهج أي عقلاني يربط العلّة بمعلولها (كما تكون, تفكر. وكما تفكرٌ. تتصرّف)؛ والمهم
عنده أمران متلازمان: أولهماء كيف وعى الفلسطينيون قضيّتهم, ‎٠‏ وما هو الإطار الصالح
لترقية هذا الوعي الوطني بالممارسة الثورية؟ وثانيهماء كيف تعامل العرب مع القضية
الفلسطينية,وإلى أي حدٍ ستكونء على مدى طويلٍ معياراً لكفاحيتهم وتحرديتهم ‎٠‏ ومرتكزاً
أساسياً من مرتكزات توحّدهم أى تضامتهم؟
وهاتان المسألتان تعيدان الجدلية الجنبلاطية إلى مضمونها التقدميء القائم على
اعتبار الجدلية منهجاً يساعد على استشفاف الواقع تبسيطاً وتوضيحاً. فيسهل على
الجماهير وعيه والنضالء لتغييره بما يتناسب امع أهدافها ومصالحها. ولهذا يعاود تعداد
الأسباب الظاهرة للكارثة الفلسطينية؛ منتقلاً من الأبسط الأعم إلى الأعمق الأخص.
فيلاحظ: أولا: «ان كثرة الكلام وقلة الاعداد والاستعداد»,. هي السبب الظاهر للنكبة؛ يليه
مباشرة: «استيطان المؤامرات من جانب العرب على بعضهم البعض». وهذا الاستيطان
التآمري سبيّه. في المنظور الجنبلاطي اختلافٌ الأهدافء من جهة. وانعدام وحدة
التضامن أو وحدة الموقف من جهة أخرى. وهى يعزى سبب هذه المأساة الفلسطينية
المستمرة, ‎٠‏ حتى نشوء الثورة في ادك إلى «عدم وجود قيادة عربية مشتركة
وموحّدة للتحرك العام. فكل واحد منهم تقريباً يُحِرِي المعركة لحسابه وللصلحته؛ دون أن
ينظرء إلى المصلحة العربية العامة أو إلى مصلحة الآخرين, أى ينسجم معهم على الأقلء: في
تصميم المعركة وتنفيذها». ويضيف كمال جنبلاط سبباً خطيراً. مضافاً إلى الوضع
العسكري المركّب فوق أرض التقسيمء عام 557١ء.‏ هو: «عدم اعتبار الجبهة اللبنانية
جبهة أساسية في فك الكماشة, لأجل عزل الصهاينة عن البحر وقطع صلتهم بالعتاد
. وبالمدد الوارد إليهم. تماماً كما فعل صلاح الدين الأيوبي» فيما قبلء يوم واجه
الصليبيين». ويأخذ كمال جنبلاط على القادة العرب منهجهم السياسي. . فيصفهم بأنهم:
«يعالجون القضايا الدولية بروحية عثمانية ازدواجية إنهزامية متأخرة». ويأخذ عليهم أنهم
لم يجمعوا بين النضال العسكري السياسي؛ والنضال الاقتصادي عامةء والنفطي خاصة.,
بل سعى يعضهم بعيداً. وراء مصالحه الاقليمية التقسيمية المتساوقة مع سياسة
الاستعمار العالمي» ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويحذّر كمال جنبلاط: العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً. من البكاء على أطلال
النكبة, والانحباس في قفص الشعور بالذنب الوطني أو التقصيرء داعياً إياهم إلى امرين
الأول «وحدة التصميم والتخطيط والهدف, على نطاق قومي دُولي واسعء 3 بتحقيق
الوحدة العربية, أى الاتحاد الفدرالي العربي بين بعض الدول العربية على الأقل...
أما الثاني» فهو: «انتهاج الاشتراكية» نهجاً وتأسيساً في الحقل الاقتصادي
والاجتماعي والسياسي».
تاريخ
سبتمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4910 (6 views)