شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 15)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 15)
المحتوى
أما مستقبل القضية الفلسطينية؛ فقد رآه كمال جنبلاط بعين التاريخ والثورة. فهو
يقولء في مقابلة مع مجلة «قضايا معاصرة»: «إذا عدنا إلى التاريخ نرى أن هذا الشاطىء
يمتصء بسهولة؛ جميع القادمين اليه. امتص أقواماً عديدة عَبّْر التاريخ. امتص من تبقى:
مثلاًء من البيزنطيين ومن الصليبيينء إلى آخره. استعربوا بسهولة, فاليهود قادمون على
الاستعرابء في النهاية. بدونها لايستطيعون أن يواجهوا مصائرهم في الشرق. فهذا
ماسيحصل في الحقيقة. طبعاًء في عملية الاستعراب هذه يكونون قد أعطوا للتراث العريى
مايجب أن يعطوهء من علم, من تراث خاص في الحضارة العالمية» أي أن يغنوا ويغتنوا
بفضل الإنصهار الذي أشرث إليه» لأن التعاطي يكون؛ على أساس وطني فلسطيني,
ضمن الدولة التاريخية التي أشرتٌ إليها. أما في لبنان. فالمشكلة لها وجه آخرء فهى
مشكلة طائفية, إنعزالية: ميتة قبل الولادة». وكان كمال جنبلاط يعلنُ دائماً انتماء القضية
الفلسطينية إلى العروبة التحررية, الواضحة الأهداف, النقيّة في مقاصدهاء الدينامية في
تحركهاء المنبثقة من الأرض والتاريخ العربيين وحدهما؛ وكان يرفض ارتباطها بالقوى
الملتزمة بالتعصب الطائفى» وبوحي النفوذ الأجنبي أو أحلافه ومشاريعه. فالعروية
التحررية هى سند القضية الفلسطينية, وما عداها إنما هى: «خدعة للشعوب وملهاةٌ
لآمالها وتحريف لتوقها...». فنراه يخاطب جمال عبدالناصر, في ذكرى وفاته, بقوله: «من
هذه المواجهة السليمة للعروبة تبِينْتَ أن قضية شعب فلسطين والوطن المفتصب, هي
عصب القومية العربية ونيضّها الحسّاسء وشاحِدٌ طاقاتها ودافعٌ توّحُدِها وواجهتها
على العالم» فيما عدا واقع هذه الاطلالة على الحضارة العربية الشرقية ومدخلها إلى تراكنا
القديم والمتجدّد...».
ولقد تابع كمال جنبلاط مسيرة الصمود والتحرير من خلال تجربة شعبية عربية
فريدة من نوعهاء تجربة الثورة المشتركة لمواجهة الصهيونية, في ظروف بالغة التعقيد
والصعوية. كافحها واستشهد في غمارها. كما واجه. في مطلع عام ‎,١91/0‏ خيوط المؤامرة
على القضية الفلسطينية, بموقف سياسي نضالي عظيم: سنظل نضرب على هذا السدّان
بمطرقة القومية العربية والشعور الاسلامي والمصلحة المشتركة إلى أن ينقلب هذا السدان
إلى جمرة حمراء تضيىء ليالي محنتنا العسيرة وتستثير الوعي المنشود وتجمع الجهود
والطاقات لتحقيق النصر الكامل للعرب وتعيد حقهم بأرضهم كاملاً غير منقوص.
وفي 2.1975 في آخر اجتماعات الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية,
أعلن: «أن فلسطين لا يُحرّرهاء في النهاية» إلا أبناؤها... فهم طليعة كل مواجهة: لاستعادة
الوطن السليب. وهم أحق من سواهم بدفع ضريبة الدم والفداء. ولو كان الشعب
العربي. فيجميع أقطاره. يريد أن لايتميّز واحدهم عن الآخر في الكفاح. لأجل هذه
القضية القومية الواحدة المشتركة... ولو تضامنت القوى العربية. معنوياً وسياسياً
وعسكرياً. على الحدود الفاصلة لفلسطين المحتلة» وتسلّل المجاهدون الفلسطينيون إلى
بلادهم لينشطوا فيهاء ويبادروا الثورة الداخلية وحرب العصاباتء بينما تقف الجيوش
العريية المحتشدة لصد كل اعتداءء لكان من السهل تحويل فلسطينء من الداخلء إلى
جزائر أو فيتنام جديدة لاينتهي التمرد الكاسح فيهاء إلا بانتهاء دولة اسرائيل.
16
تاريخ
سبتمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)