شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 31)
- المحتوى
-
تجيير التعليم
والغزى الثقافي الامبريالي والصهيونيء لايتم إلا بتوفر ركائز داخلية رجعية في قلب
الوطن؛ تسهّل له جسور التسلل والتسربء وتعبك له الأرص للانتشار والاستشراء. ومن
ثم فقد كانت عملية تعديل المناهج والكتب المدرسية إحدى عمليات تعبيد الأرض للغزى
الثقافي. ففي آب ( أغسطس ) 64 شنت صحف وأجهزة الإعلام الرسمية المصرية حملة
واسعة ومكتفة حول ما أسمته «الثورة التعليمية»» ووضعت وزارة التربية والتعليم,
بالاشتراك مع المجالس القومية المتخصصة, مشروعاً باسم «ورقة تطوير التعليم». وقد
كشفت جريدة «هيرالد تريبيون» الهدف القريب والمباشر لورقة تطوير التعليم هذهء في
حديث أجراه توماس ليمان مع مستشاري المواد الدراسية في وزارة التربية والتغليم
المصرية؛ وهم المشرفون والمنفذون لكل تغيير في المناهج والكتب الدراسية منذ عام 1917/7,
أي منذ إتفاقيات فك الاشتباك التي نصت على وقف حملات الدعاية والكراهية المتبادلة,
«لتهيئة أطفال المدارس لمعاهدة السلام», واستبعدت, بناءً على ذلكء كل. إدانة «لإسرائيل»
وكل هجوم على الصهيونية وكل دعوة إلى الصراع المسلحء بين مصر وإسرائيل.
يقول أحد المستشارين بوزارة التربية والتعليم المصرية: «كانت الأحداث تسير في
واقع الأمر نحى هذا الاتجاه منذ ,151١ عندما أعلن الساداتء في أول خطاب لهء انه
سيبحث إمكانية السلام مع اسرائيل. وقد استبعدت مصر واسرائيلء في اتفاقيات فك
الاشتباك عام 19170, إستخدام القوة في حل المنازعات, واتفقتا على وقف الدعاية العدائية
المتبادلة». ثم يقول2 وهى يشير إلى الكتب الدراسية على مكتبه: «لقد أنجزنا بالفعل
التغييرات المطلوبة» وقبل ذلك كانت معالجتنا للأمور تختلف لأننا كنا مهزومين: وكذلك
رئيسنا يختلف»7). ويقدم هذا المستشار التعليمي مثالا على ما يقول. فيذكر أنه وضع
نصأ في الصف السادس الابتدائي. حول المعالم الرئيسية للتاريخ المصري منذ
عبد الناصر عام 2١507 يعزى الهزيمة المصرية, في عام ١937 إلى سوء تصرفات
عبد الناصر وأعوانه. والنص يقول: ان اسرائيل إستغلت نقاط الضعف ولكنه لايصف
الاسرائيليين بالأعداء ولا يلومهم على فغلهم!!
أما مستشار الدين الاسلامي واللغة العربية» فيقدم نموذجاً آخر لمعالجة موضوعات
التعبير اللغوي والمحفوظاتء فيقول: «إن التمرينات اللغوية في الماضي كانت تهدف إلى
غرس روح الكفاح والانتقام في نفوس الشباب المصري ضد اسرائيلء وذلك بالتركيز على
أحداث محددة مثل ضرب مدرسة بحر البقر وقتل ١ طفلاء أو ضرب مصنع الحديد
بأبي زعبل. ولكننا ثآرنا لأنفسنا في حرب تشرين الأول (اكتوبر) وانتهى الموضوع, لذلك
طهّرنا المناهج والكتب من مثل هذه التمارين!!»).
إختراق البحث العلمي
وقد جاءت عملية «تعديل المناهج الدراسية» ضمن سياق شامل اشتمل كذلك على
«تحوير وتحريف في كتابة التاريخ المصري الحديث» بما «يبيّض» وجوه من سوّد وجوههم
التاريخ الوطني المصريء وعلى استبعاد تلاوة الآيات القرآنية المتعلقة باليهود, وحذفها من
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)