شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 38)
- المحتوى
-
ففي مجال التثقيف السياسيء تقوم دورات المركز على التعريف بمفهوم ومقومات
الدولة العصرية والأحزاب السياسية وتاريخها في مصرء ويناء عقيدة «التغيير نحو
السلام». وأسس التعامل مع «الجماعات المتطرفة», وكذلك التعريف بالنظام السياسي
والمؤسسات الدستورية في المانيا الاتحادية. ويتولى نشر سلسلة من المطبوعات تبدأ بمجلة
المركز وسلسلة «كتيبات قومية» تنشر موضوعات سياسية تبدى هادئة إلا أنها كشفت عن
أهدافها بنشر كتاب عن «الاتحاد السوفييتى والشرق الأوسط» شنت فيه هجوماً مضاداً
على الاتحاد السوفييتي وعلى الفكر الاشتراكي عامة.
ويهتم المركز وبصفة خاصة خلال برامج التدريب: ببث نمط الحياة الألمانية الغربية
وأساليبها العقلية والسلوكية» وبتثبيت الأفكار السياسية السائدة في مصر حالياً؛ كما يهتم
بإلتدربين لجهة الجماعات صاحبة «الأقكار المتطرفة» وهو اصطلاح راج في وسائل الاعلام
الرسمية المصرية في الفترات الأخيرة. يقصد به التشهير «بالفكر المعارض» سواء كان
الفكر الماركسي أو فكر الإخوان المسلمين باعتباره نزعاً عصابياً مريضاً وآفة سيكولوجية
في المجتمع يجب التخلص منهاء لصالح المجتمع ككل.
وقد قدمت هانز سايدل لتمويل المركزء أربعة ملايين مارك ألماني» لإنشاء مقر رئيسي
للمركز بالقاهرة وثلاثة فروع في كل من شبين الكوم (المنوفية) والاسماعيلية وأسوان,
بالاضافة إلى تقديم «الخدمة» إلى أربعين مكتباً للهيئة المصرية العامة للاستعلامات في
مختلف أنحاء البلاد. ولا يقتصر النشاط الألماني الغربي في المجالين الثقافي والإعلامي,
على مركز النيل للإعلام. فهناك مؤسسة ناومان لتدريب الكوادر الإعلامية ومعالجة
مشكلات التنمية. ومؤسسة فريدريسن أاييرت التي تعاقدت مع مؤسسة الثقافة العمالية
المصرية على «تثقيف الطبقة العاملة المصرية»("').
المخطط واحد
ان هذه النشاطات واحدة الهدفء. ألا وهو «تنمية الكوادر». وذلك لإعداد نوعية
معينة من التكنوقراط المصريين المرتبطين بالعقلية الغربية. وقد يلاحظ التشابه الشديد بين
أهداف المراكز الإعلامية وأهداف بعض الأبحاث العلمية التي يبدأ بها دارسى مركز
الدراسات الأميركية إن ان هذه جميعاً تهتم «بتاريخ الأحزاب السياسية: وأسس التعامل
مع الجماعات المتطرفة. ومقومات الدولة العصريةء ومشاكل المجتمع الريفي».
وإذا كنا نعلم ان من أحد أساليب المخابرات الأميركية؛ في العالم الثالث. هو
انتشارها وتسرّبها عبر «قنوات» ووسائط مختلفة, وعبر ما يسمى في المخابرات «بالساتر».
أي من خلال مراكز الأبحاث والمشروعات المشتركة, وعبر تجنيد العلماء والمفكرين ورجال
الجامعاتء أمكننا أن نربط بين كل ذلك وبين «المشروع الامبرياليء الصهيوني» في منطقتنا
العربية بغامة وفي مصر بخاصة. وهكذاء فإن المانيا الغربية تستفيد أقصى الاستفادة من
عدم الانتباه السائد حول دورها في العالم الثالث لخدمة المصالح الرأسمالية العالمية
والاستعمار الجديدء بأشكاله المختلفة, مستلهمة في ذلك الكثير من خبرة الدول
38 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)