شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 95)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 95)

المحتوى

وفيما يكتب عنها هو التالي: «أجد التهجم من السخف أو البذاءة بحيث أرفض إرهاق نقسي
بمنازلة السخفاء والبذيئين» وأجد المدح, إن كان تمة مدحء مبنياً في الأغلب على أسس
مغلوطة يصعب علي تصحيحها.. .. فلنترك الأمور تأخذ مجراها. بعد عشرين سنة لعل
الناس سيعرفون من المخطىء حقاًء ومن المصيب».
متواضع. أليس كذلك؟
وهو ثري, ولكنه «جعل من الكثيرين أغنياء... وقنع هو بالقليل...». كما كان شديد
الكرم. وله عشرات العشيقات الفاخرات. وهو ذو فحولة جنسية خارقة, وقوة عضلية هائلة,
وثقافة عجيية. .. وهذا غيض من فيض. استطاع. ‎٠‏ وإن يكن بشكل غير مقنع, أن يقتل مئات
الصهاينة, ولم يستغرق ذلك منه إلا وقتاً قصيراً.
وحين يختفي وليد» ‎٠‏ تنكشف لنا حقيقة هامة هي: كل من عرف وليد نسي همومه
الخاصة؛ وظروفه؛. ومشاغله, وأصبح وليد هو الهم والشاغل والحياة كلها. الشعار الذي
يرفعه الجميع: حياتنا من أجل وليد . هنالك نساء فاتنات لا يفكّرن في شيء إلا في جسد وليد,
حضور وليدء حديث وليد. الرجال كلهم, تقريباً. مشغولون بتأليف كتب عن وليد؛ وكذلك
وصال ومريم الصقار. الجميع ذوات مستلبة» حيوات ملقاة عند أقدام وليد: الدكتور طارق
لا يمانع كثيراً في أن تكون أخته, بنت الوزير السابق: واحدة من عشيقات وليد. ووصال
لا تمانع» حين تغيب عنه بضع ساعاتء أن يقيم علاقة جنسية مع جنان التامر. والإثنتان
لا تمانعان في أن يكون على صلة بالأستاذة الجامعية الفاتنة مريم الصفار. الرجل ليس عنده
وقت يضيعه.
هذه صورة سريعة وليست شاملة, بالطيع, لوليد مسعود كما تقدّمه لنا الرواية.
نرجسية الشكل الروائي
إن كنت قد رسمت صورة كاريكاتورية, لشخصية وليد مسعودء فذلك لم يكن ما فعلته
الرواية. إذ أنهاء أي الرواية» صاغت من هذه المعطيات الكاريكاتورية صورة للفلسطيني
البطل ‏ الأسطورة . وهيء حين فعلت ذلك بجدية بالغة. قد وجدت الشكلء أو المعمار القني
المناسب لهذه الصياغة. وعندما أطلق على هذا المعمار صفة النرجسية؛ فأنا أستعمله
كاستعارة. لمصطلح معروف في علم النفس. ولكنناء عندما نمضي في تحليل الرواية. سوف
نرى أن هذه الإستعارة قد تحوّلت إلى واقع حقيقي, وان النرجسية هي رؤية الفنان؛ وهي,
أيضاً: المضمون الإنفعالي لهذه الرواية.
لنبدأ بالمعمار الروائي.
هنالك مجموعة من الشخصيات اعتزمت أن تؤلف كتباً. أى تروي ذكرياتها
وانطياعاتها وحنيتها إلى وليد مسعول . وحين يتحدث وليد مسعود, فليلقي بعض الأضواءء أو
ليقدّم بعض الإيضاحات عن حياته. وهو أكثر الرواة اعتدالاًء وأقلّهم حماساً. بل ان انشغال
هذه الشخصيات بوليدء يفوق كثيراً انشغال وليد بذاته.
ان

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 118

تاريخ

سبتمبر ١٩٨١

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات