شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 100)
- المحتوى
-
«ولا أخذ المدعوون بعد العشاء ينسحبون... قلت له (لوليد):
أنا باقية».
فوافق. وعندما رأتها حنان تخلة تخلفتء» قالت: ديا ويلك منه! باي باي !».
ووصال حين تتحدّث عن وليدء تقول:
«شعرت أن هناك الكثيرينء: والكثيرات». ممن يريدون اقتناص هذه الضحية اللذيذة
السهلة. ولكننى كنت مصمّمة على ألا أفوّت الفرصة هذه المرة... ووليد لم يفلت من يدي إلا
إذا ثبت أني غبية...».
وفي صباح اليوم التاليء تدعوه إليهاء وتركب بجوارهء في سيارته, وعلى التو «تنزل....
يدي سحاب بلوزي وشعرت أن نهدي الأيمن يخرج من الزحمة». بحركة تلقائية مني» نصف
خروج...2.
وهكذاء نجد أنفسنا أمام مجموعة من البشرء فقدت خصائصها الإنسانية» من حيث
كون أفرادها أحياء يمتلكون غرائز المحافظة على الذات: ومن حيث هم كائنات اجتماعية.
إنهم يتحوّلون إلى مجرد نماذج بدئية (3612669265). الرجال هم مجموعة الأبناءء الذين
حرمهم الأب كل الحقوق؛ والنساء هن ذلك النمط البدئي للأم المومس. ولكن الدورة هنا
3
تتوقف عند وليد. الأبناء لا يصبحون آباءء ولا يرثون زوجاتهم.
وأنا حين أتحدّث عن أنماط بدئية: لا أقصد أنماط مجتمع بشريء بل تلك الأنماط
السابقة على قيام المجتمع الإنساني. وسوف نتوسّع في هذه المسألةء في أجزاء تالية من هذه
الدراسة.
هنالك تساوؤل مشروع: ألا يجوز أن تكون هذه الشخصيات مجرد شهودء كل شاهد
يكشف جانباً من جوانب شخصية وليد مسعود؟
إن كان هذا صحيحاًء فهو لا يقيم عملا فنياً جيداً. إنه عمل يفتقد الجدلية. لأن
الشخصيات تتحوّل إلى وسائطء ناقلة للمعلومات. وهى بهذاء يمكن الإستغناء عنها
بالراوي. أعني بذلك, أن الشخصيات والصور والأحداث في العمل لها وجهان: هي بذاتها
ولذاتهاء كوقائع منفصلة. هذا وجه. والوجه الآخرء إنها جزء وظيفي من بناء عضوي
متكامل. هذا ما يجعل العمل الفني حياً. ومليئاً بالنخم, والثراء. 0 1
ولكن حتى هذاء لا وجود له. فالشخصيات. في هذه الرواية. ليست وسائط لنقل
جوانب مختلفة من شخصية: وتاريخ حياة وليد مسعود. بل أنها تكرّر المعلومات نفسها
تقريباً.ء وتخرج بنتائج متماثلة.
إفتقاد الملوضوعية
قلنا أن البناء الفنيء في هذه الرواية. جعل كل خطوط الحركة؛ كل الآمال والرغبات:
والمشاريع»؛ لمجموعة من الناسء مكرّسة لوليد مسعود. هؤلاء بشرء تخلّصوا من كل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 9839 (5 views)