شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 118)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 118)
- المحتوى
-
إلى ترك ديارهما هي أسباب اضطرارية؛ دون أن يكون لهما خيار في ذلك. وفي كلتا
الروايتين نجد أن المرأة هي القوة الرئيسية والفاعلة التي تدفع للخروج. ويمكن أن يكون
هدف الخروج, في كلتا الروايتين. هو العودة إلى البيت السليم الذي سيقوم على شكل
البيت الذي دُمر أ الذي سيواجه الخرابء كما أن الخروج بمحض الإرادة لا يمكن أن
يكون ضمافاً لنجاح العودة» والدليل على ذلك ما حدث مع اسحق كومار بطل رواية
«الأمس الأول»7().
ويتكررء في هذا السياق: موضوع «البيت»؛ وهو يرمز إلى عالم الآباء وما يعنيه هذا
من تديّن وتقاليد. ويرتبط بالبيت «المفتاح» الذي ورد ذكره مطوّلاً في رواية «واستقام
المعوج» و«قصة شعبية» (6ةك), حيث رمز مز إلى إمكانية السيطرة ة على البيت.
وتندرج في هذا الإطار مشكلة الزمن في روايات عجنون من ناحية الصراع على
الزمن. فصراع الكاتب مع الزمن هو صراع الإنسان مع الموت. وتتيح لنا روايات عجنون
عموماً أن نميّز بين ثلاث نظراتء بالنسبة للتكوين الزمني: فهناك روايات مثل «في عرض
البحر» تُعتّبر إعادة بناء شعري للماضي لطابعه الزمني الخاصء دون التأكيد ودون إبراز
التوتر بين الحاضر وبين ذلك الزمن الذي مضى. وهناك روايات أخري مثل «ضيف المساءء»
)١1955( و«الامس الأول» ,)١5445( تستخدم تصادماً بين مقاييس زمنية مختلفة
بمضامينها وقيمهاء حيث يجمع الكاتب روحه المجرّأة والممزقة, في أوقات وأزمنة ذات
نوعيات مختلفة يتنكّر كل منها للآخر. ثم هناك محاولة الكاتب التحللٌ من كل هذا بالإلغاء
المطلق للفروق الزمنية الموضوعية.
العلاقة بين القدس واليهود: وهناك عنصر آخر حرص عجنون على تضمينه معظم
رواياته2» ويتمثّل في مدينة القدسء, والتأكيد على ارتباطها بالشعب اليهودي. إذ يصور
عجنون العلاقة المتبادلة بين القدس والشعب اليهوديء في رواية «الأمس الأول», فيقول:
«عهد مقطوع لكل مدينة أن تترك بصماتها على المقيمين فيهاء وبالأحرى مدينة الله التي
رفعها الله عن كل المدن الأخرىء والتي لا تتركها العناية الإلهية أبداً . وإذا كانت العناية
الإلهية خفية أو مغطاة, إلا أنه يشعر بهاء في أوقات وأزمنة. حتى الرجل البسيط من بين
اليهودء الذي حظي بالإقامة في القدس... (ص558). وكذلك: «كل من يخرج منها
[القدس] فكانما يسقط في جهنم» (ص 7"4؟). ويحاول عجنون, في رواياته, بل انه لا يكل
عن تقريب واقع القدس إلى قلوب قرائه. واصفاً أبوابها التي يقترب منها معظم أبطال
رواياته بأرواحهم. ويصل به الأمر إلى حد التمييز بين واقعها المادي الملموس ومكانتها
الروحية.
الإستيطان في فترة الهجرة الثانية
قِ رواية «الأمس الأول»
رواية «الأمس الأول», هي أهم روايات عجنون وأطولهاء وهي تقدّم نماذج وأنماطاً
118 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6852 (5 views)