شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 120)
- المحتوى
-
العرب في فلسطين, من خلال أحداث رواية «الأمس الأول». ذلك أن هذين الجانبين هما
عصب أحداث الرواية. فالإستيطان مرتبط بلا شك بالنظرة إلى عرب فلسطينء سكانها
الأصليين. من حيث أنه كان سيتمء حتماً على حسابهمء وسيلحق بهم الظلم الذي يتناف
مع أبسط القواعد الإنسانية.
المضمون الديني للإستيطان: إذا تناولنا فكرة الإستيطان, تجد أن عجنون حرص 3
الرواية. على الربط بين المنحى الديني والإستيطانء كما يظهر الترابط واضحاً أيضاً بين
فكرة الهجرة بمضمونها الديني» وما تمكله بالنسية لليهود ف فلسطين بالذات» وبين فكرة
الإستيطان التى تُجِسّد المضمون على أرض الوطن. حيث تبدآ الرواية بعبارة «ترك
اسحق كومارء كسائر إخوانناء رجال خلاصنا أبناء المجرة الثانية, أرضه ووطنه
ومدينته» وهاجر إلى "أرض اسرائيل لكي يبنيها ويبني نفسه». ففكرة الخلاص هي فكرة
يهودية. محض دينية» جاءت مرتبطة بفكرة الإستيطان.
وتظور الدعوة إلى الحفاظ على التعاليم اليهودية مواكبة للدعوة إلى الإستيطان في
الرواية, خدمة ا الإستيطان, بالطبع. وتتمثل محاولة الربط بين فكرة الإستيطان
والمنحى الديتى من الرواية: «عندما رأى الحاخامون الأول أننا ثفينا من أرضناء
خشوا من يلي ف الجوييم, وسنوا لنا فرائض كثيرة. لتمييزنا عن كافة الشعوب» فطالما
كان اليهود يعيشون على أرضهم., فماذا يريد النبي منهم سوى القلب الطيّب وصنع
الخير؟ وكذلك في المستقبل عندما نعود إلى أرضنا» (ص 554).
وتعكس الرواية أيضاً اللعنة التى تحل بمن يتخلى عن المنحى الديني في فكرة
الإستيطان, ذلك المنحى الذي يستخدمه عجنون لخدمة الفكرة. ومحاولة صرف الأنظار
عن مراميها السياسية. وما تثيره من متاعب. ويتمثل ذلك فيما حدث للكلب «بالاك» الذي
غادر حي ميئاه شعاريم» الذي يمثّل اليهودية, لا اليهودية كمفهوم مطلقء بل اليهودية في
فلسطين تحديداً, وبمعنى آخر, الإستيطان بمفهومه الديني اليهودي: «فلما ترك الحي هام
على وجهه ولم يترك مكاناً لم يذهب إليه. كالمرتدّين عن اليهودية الذين ينساقون وراء كل
من يجزل العطاءع» رص 3817).
وتصل مغالاة عجنونء, في الدعوة إلى التمسّك بالمنحى الديني اليهوديء واليهودي
فقطء إلى درجة اعتبار «أن العالم ليس موجودا إلا من أجل اليهود» (ص 084). «والمطر
لا ينزل إلا من أجلهم» (ص ).
ويندرج في هذا الإطار, أيضاً, إستخدام عجنون إسم «أرض إسرائيل», بدلا من
في أن امعاً وحتى عندما ذكر كلمة فلسطين مرة واحدة, استدرك قائلاً ان «الصهيونيين
ألفواء في تلك الأيام, إطلاق إسم فلسطين على أرض إسرائيل» (ص7١).
وتدعو الرواية» في هذا السياقء إلى الهجرة إلى فلسطين من أجل الإستيطان والعمل
فيهاء مبيشرة بأن هناك دافعاً ذاتياً يدفع اليهودي إلى الهجرة إلى فلسطين. فعندما يهاجر
ل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 9841 (5 views)