شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 138)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 138)
المحتوى
أيضاً... فقد نحمل على أميركا حين ينكشف دورها في مساندة إسرائيل بصورة مفضوحة. ولكن عقول الكثيرين
منا لاتخلو من إعجاب صامت بها مقرون بالرهبة والإنبهار». (ص 8). وهذا الإنسان بحاجة إلى من يشرح له
طبيعة أميركا التي ترهبه وتبهره. ويشرّحها له» ويفصل دعاواها المغرية المخلوطة بالزيف والخديعة. ومن أجل
تحقيق هذه الغاية» ومن أجل قطع الطريق على الأصوات التي لابد سترتفع متهمة صاحب الكتيّب
ب «التبعية»»و«الخضوع للأفكار المستوردة»... الخ» كما تعوّدنا في السنوات الأخيرة يبادر الدكتورفؤاد زكريافيوضح
كاتب سطور «العرب والنموذج الأميركي», «قضى, في الولايات المتحدة خمس سنوات من أخصب سنوات
حياته؛ وفيها أنجب اثنين من أبنائه الثلاثة, وألّْف اثنين من أعز كتبه إليه. وفي أميركا يعيش شقيق له مهاجر,
حصل على جنسيتهاء وما زالت علاقاته الشخصية بكثير من الأصدقاء الأميركيين تحمل كل سمات الود
والوفاء. وليس في تاريخ كاتب هذه السطور إنتماء إلى أية هيئة أى حزب معاد. بطبيعته. وبحكم ايديولوجيته:
لأميركا»» (ص 6). أي أنه ويمنطق حسابي ميكانيكي, «محسوب» على «المتأمركين», المتأئّرين بها وبنهج
حياتها وايديولوجيتها أيضاًء وهى فضلاً عن ذلك كله, يعرفها خير المعرفة, ويعلم عنها ما يمنحه الحق في
الحديث عنهاء دون اتهام بالتحيّز والإفتعال.
يبدأ الدكتور زكريا «رسالته» بوجهة نظرء هي عكس ما يقول به الكثيرون اليوم؛ ومفادها أن الولايات
المتحدة قد حققت, في السنوات الأخيرة, نجاحات ملحوظة:؛ وتقدّمت خطوات للأمام, وأنها استعادت حيويتها
بعد تخلصها من آثار الحرب الفيتنامية.. ويضرب الكاتب عدة أمثة لتأكيد هذا الرأيء مصرء والصين... الخ:
غير أن أهم ماحققته أميركاء برأي الدكتور زكرياء الأهم من ذلك كله «أن هناك مدّاً أميركيا داخل عقولنا
ونفوسنا؛ فالنموذج الأميركي يفرض نفسه علينا بقوة متزايدة, والأسلوب الأميركي في الحياة, الذي قد
ي.فضه الكثيرون في العلنء يُقَابل في السر بإعجاب متزايد, والقوة الأميركية العسكرية والإقتصادية والإعلامية
تبهر أعداداً متزايدة من العرب. بل أن أجهزة الإعلام في أكبر دولة عربية» وهي مصرء أصبح يسيطر عليها
أشخاص لاهدف لهم سوى تجميل صورة أميركاء ولن أبالغ إذا قلت إن هذه الأجهزة قد نجحت بالفعل في
إقناع الكثيرين بروعة هذه الصورة؛ ووصل .هذا الإقتناع إلى حد الإقتناع السائد في أعلى المستويات بأن
محاكاة النموذج الأميركي» يمكن أن تحل جميع مشكلات بلد كمصرء وتدفعها بخطوات سريعة إلى الأمام, ما
دام هذا النموذج, قد جعل من أميركا ذاتها أعظم وأقوى دول العالم» في مائتي سنة فقط.
لقد أصبحت «الوصفة» غاية ف اليساطة: أميركا بنت نفسها, يي قرنين من الزمان, فأصبحت أعظم بلاد
العالم. إذن فاتباعنا للنموذج الأميركي سيجعلنا بدورنا عظماء متقدّمين, وسينقلنا من الفقر إلى الغنى؛ ومن
الضعف إلى القوة. هذه هي العقيدة الجديدة, التي لاتوجد فقط في عقول بعض الزعماء, بل تتسرّب بشتى
الوسائل إلى عقول الناس العاديين...» (ص 6 و1).
ويحدّد الدكتور زكريا الفئات الأكثر إيماناً بهذه «العقيدة الجديدة», عقيدة «النموذج : الأميركي»
الخارق, ويصئفها ف فئكات أريع هي :
‎١‏ أصحاب المصالح المباشرة الذين ترتبط مصالحهم بأميركاء الكومبرادور.
؟" ‏ الفئات ذات الوعي الإجتماعي المنحرف. والتي ينظر أفرادها «لأميركا على إنها مرادف للترف:
والمتعة الإستهلاكية, والمستوى المعيشي المرتفعء والسيارات الفارهة, والأجهزة الأليكترونية الراقية»...الخ»
دون أن يضعوا في اعتبارهم الغالبية العظمى من المواطنين» أو قدرتهم على توفير ما يمكّنهم من «شراء» مظاهر
هذا النموذج.
؟ - الفئات التي. ارتبطت حياتهاء في وقت مابأميركاء سواء للعلم أم للزيارة فتاكر أفرادها بهاء
وانبهروا بتطورها التكنيكي, وساعد ظرف أن «نسبة كبيرة. منهم, قد دخلوا أميركا في مقتبل أعمارهم؛ بغير
وعي سياسي واجتماعي متماسك» (ص ‎:)٠١‏ يحميهم من الإنزلاق: في جعلهم أبواقا للدعاية «للنموذج
الأميركي» الذي افتتنوا به؛ وقلّدوه في حياتهم وتعبيراتهم وسلوكياتهم.
١8
تاريخ
سبتمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10206 (4 views)