شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 139)
- المحتوى
-
؛ الفئات التي تتأثره عن بُعدء بالصورة الاعلامية البراقة للحياة الأميركية» وخاصة مع تقدم
وسائل -الاتصال والاعلام, والسينما... الخ؛ التي لا تكف عن تقديم أميركا بصورة «المدينة الفاضلة»», أى
«جنة الأحلام» المرتجاة.
ولهذه الفئة الأخيرةء «الخاضعة للتضليل الإعلامي المدروسء والتي تؤلّف الشطر الأكبر من أتصار
أميركا في بلادناء (ص ؟١)» يوجّه الدكتور فؤاد زكريا خديثه؛ آملاً أن يفتح هذا الحديث أمام الكثيرين أبواباً
للتفكير ولمراجعة آرائهم السابقة.
لايردد الدكتور فوّاد زكريا أيَأً من المصطلحات السياسية التي باتت على كل لسان ك «الإمبريالية»»
«اليمينية»....الخ؛ في حديثه عن أميركاء ولا يأخذ موقف العداء المتعصّب الذي لايسهم إلا في التشويش على
مايود إيصاله لقارئه. بل على العكس من ذلك؛ فهو يتحلى بقدر كبير من الموضوعية ويحاول-من على أرضية
يه َقَهم الظروف الإقتصادية والسياسية والنفسية التي يقف عليها المواطن: الطرف الآخر للمجادثة-أن يرد على
«الركائز النظرية» للنموذج الأميركي كما تُقدم إليه؛ ويناقش بهدوء مجموعة من الأفكار الموجهة الأساسية؛
وخصوصاً فكرة أن «أميركا بنت نفسها في مائتى ي عامء فلنفتح لها أبوابنا حتى نضمن لأنفسنا تقد تقرّماً مماخلا».
ويأخذ الدكتور فؤاد زكريا القارىء. بمنطق بسيط متسلسل عبر رحلة تكون أميركا في قارة بكر, مليئة
بالموارد الطبيعية د حد مذهل (وهذا لم يعد متوافراً للدول الفقيرة الطامحة إلى تقليد النموذج الأميركي
ومحاكاته), كما يتقدّم به خطوات باتجاه تفسير النزعة العدوانية الأميركية برها إلى جذورهاء إلى سلوك
الأوروبيين الذين غزوا أميركاا في مواجهة أهلها الأصليين من الهنود الحمرء وكيف استطاع التفوق في تطوير
أدوات الحرب أن يبيدهم تقريباًء وأن يحقق النصر للغربي على أصحاب البلاد الأصليين. ثم يربط هذه النزمعة
المترسّبة في العمق لدى الطبقات المسيطرةء من الرأسماليين والإحتكاريينء في أميركاء بما يقابلها على ساحتتاء
ويفسر تلك العلاقة المصلحية السيكلوجية (إذا جاز التعبير) بينهم وبين إسرائيل... إنها العلاقة المبنية على
«الإعتقاد بأن من ينتمي إلى حضارة أكثر تقدّماًء بالمعنى المادي للكلمةء من حقه أن يعيش على حساب
' المتخلّفين ', أى حتى فوق جثثهم» (ص /)١7 ويعرض الكاتب إستغلال الأميركيين لقوة عمل ملايين العبيد في.
بناء الأساس المادي لازدهار «بلادهم», وهو أيضاً عامل يفتقده الطامحون لتكرار النموذج الأميركي الان. ثم
ينتقل إلى تفنيد فكرة «الرخاء» و«الرفاهية» الأميركية الطاغية؛ لامسباً ملامح حول أميركا خافية عن المواطن
العادي: الازمات الإقتصادية الدورية الطاحنة؛ البطالة, الفساب إنعدام القيم الإنسانية: التعضّب
العنصري... الخ» ٠ وكذلك يحلل الدكتور زكريا «الحرية الاميركية» التي دُقت لها الطبول, وهللت لها أجهن:
الإعلام في إنماء المعمورة؛ فيتحدّث عن مبكانيكية عملية الإنتخابات في أميركاء وسيطرة إحتكارات الال
والبترول والسلاح عليهاء ويرد على دعاوي «حرية الصحافة» في أميركا؛ وهي الصحافة المملوكة لكبريات
المؤسسات الرأسمالية من جهة؛ والخاضعة لنفوذ المعلنين من هيئات وشركات إحتكارية من جهة
أخرىء كما يرد على اتهام خصوم أميركا ب «المادية»» حسب المفهوم الباشر للكلمة ة: مؤكداً على أن «أميركاء
وفقاً لايديولوجيتها التي ترتكز على دافع الربح, والمعلنة صراحة. لابد من أن تكون أكثر المجتمعات مادية في
عالمنا المعاصر» (ص 77).
ثم يطوف الكاتب بالعلاقة القائمة بين أميركا وقضايانا السياسية؛ ويفسر للقارىء الدوافع الكامنة خلف
سعي الولايات المتحدة للتغلغل في منطقتنا العربية. بعد الحرب العالمية الثانية. شارحاً أهمية النفط العربي لها,
وتأثيره على سياساتها العدوانية تجاهنا؛ ومقدّماً الأسباب الحقيقية الكامنة خلف «إقامة إسرائيل كسمم
غريب» مدجّجٍ بالسلاح؛ في قلب الأرض العربية: (ص 48)» ٠ ويرد على الادعاءات التي تُرِوٌجٍ بأن أميركا قد
غيّرت من نظرتها لإسرائيلء ومن تحيّزها الواضح لهاء ويؤكّد أن الولايات المتحدة ف نظرتها «الإستراتيجية»
لإسرائيل ودورها في المنطقة, لم تغيرٌ في توجّهاتها الأساسية نحوناء إلا.بصورة هامشية؛ «تكتيكية». سطحية,
ويما يلائم هدف الحفاظ على مصالحها في ظل المتغيّرات الجديدة, لأن «مصالح أميركا مرتبطة إرتباطاً
لاينفصم بإسرائيل, أما الدول العربية» فإن أميركا تدرك جيداً أن المصالح الحقيقية لشعويها تتعارض معهاء
ومن ثم فإنها لاتعتمد عليهاء إلا بقدر ما تسير حكوماتها على سياسة مغايرة لأماني شعويها؛ وهى أمر تعلم
الحريل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59402 (1 views)