شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 142)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 142)
المحتوى
الضفّة. وحرصاً منها على منع إراقة الدماء. فأسباب التصلّب الإسرائيي ‏ ضمناً ‏ أسباب إنسانية (!).
ولا شك أن مثل هذا الطرح لا يستحق ردّاً. فخير استفتاء لرغبات أبناء الضفّة, قد جرى أصلاء
سواء عَبْرَ المظاهرات وشعاراتها المؤيدة للمنظمة. أم عَيْرَ مواقف رؤساء البلديات والشخصيات الوطنية
5
وعلى الرغم من محاولة مؤلفي الكتاب إضفاء الطابع الموضوعي على كتابهماء عن طريق الإكثار من
المراجع والتوثيق» فإن نظرة سريعة إلى هذه المراجع تكشف فشل هذه المحاولة. قمعظم هذه المراجع يعتمد
أخبار الصحفء وأحياناً ترد تصريحات لا يُشار إلى مَن صرّح بهاء ولا إلى تاريخها.
ولا شك في أن المؤلّفين تعمّدا بتر الحقيقة في عشرات الوقائع. فتعسّفهما الناتج عن سابق تصوّر
وتصميمء يظهر في أكثر من مكان. فهما على سبيل المثال لا الحصر يعتبران أن في وقؤف ياسر عرفات
إلى جانب الثورة الايرانية الإسلامية» إساءة إلى جورج حبش ونايف حواتمه! ويكفي هنا أن نشير إلى أن
الجبهتين الشعبية والديمقراطية؛ قد شاركتا في تدريب الثوار الايرانيين ضد الشاه.
إن هذا الطرح الطائفي البغيض الذي يكرره المؤلّفان في أكثر من موضع يصل حد السذاجة. فقد
تختلف التنظيمات الفلسطينية في الموقف من التنظيمات والفصائل الايرانية؛ إلا أن المقياس الطائفي الذي
يتحدث عنه الكتاب غير وارد أساساً ولا يستحق وقفة لمناقشته.
«التفسير,» الطائفي
مثال آخر على الطرح الطائفي لهذا الكتاب. وتفسيره لبعض الوقائع التاريخية تفسيراً طائفياً وهو
زعم المؤلّفين أن أحد أهم أسباب أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية. التي طالبت باستقلال فلسطين: من
الانتداب» يعود إلى تسليم زمام القيادة 3 مرجع ديني (المفتي الحاج أمين الحسيني), مما أدى إلى «رفض
المسيحيين وغيرهم له.. يزعم المؤلفان أن حركات الاستقلال العربية الأخرى. نجحت لأن أقطابها غير
متديّنين. ويتناسى المؤلّفان أن فلسطين لم تعرف في تاريخها فتنة طائفية؛ وأنه إذا كان هناك خلاف فهو
يعود إلى تنافس بين (العائلات العريقة) لا إلى أسباب طائفية. ثم من يقصد المؤلّفان ب «غيرهم» أي غير
المسيحيين! ثم هما يرتكبان مغالطة كبرى حين يزعمان أن الحركات الاستقلالية العربية لم تعقد لواءها
لرجال متديّنين» أى لرموز دينية. فكيف يتناسيان أن عرب المشرق العربيء وبينهم الكثير من المثقفين
المسيحيين؛ إنضموا إلى ثورة شريف مكة؟ وماذا عن مهدي السودان وسنوسي ليبيا؟ ولماذا لم يرقض
السوريون عقد لواء قيادتهم لفارس الخوري؟
العلاقة بالصين الشعبية
ويتناول المؤلفان علاقة فصائل المقاومة بالصين الشعبية, وعلاقة منظمة التحرير بالإتحاد السوفياتي.
والحوار غير المباشر بين المنظمة والولايات المتحدة. فيشيران إلى أن الصين هي أول قوة أجنبية أقامت
علاقات مع منظمة التحرير. ويزعمان أن بعض فصائل المقاومة هاجمت موقف الإتحاد السوفياتي» بالنسبة
لتسوية «مشكلة الشرق الأوسط», وتبنّت الافكار الصينية» فيما يخص حرب الشعب. ثم يدّعيان أن منظمة
التحرير «لعبت» على الخلافات بين الصين والإتحاد السوفياتي ويشيران إلى موقف الصين المؤيّد للمنظمة
والسادات والنميري في آن معأ (!).
وهكذا فإن الصين تواجه معضلة:. في موازنة علاقاتها مع أطراف متناقضة التوجّهات والمواقف. ولهذا
امتنعت الصين الشعبية عن التحيّز لأي طرف دون آخرء آملة في إبقاء علاقاتها جيدة: مع أكبر عدد ممكن
من الدول العربية. ومن هنا أخذ شكل دعمها ‏ حسب الكتاب ‏ للقضية الفلسطينية: طابعاً لفظياً في
الغالب.
١1
تاريخ
سبتمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)