شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 146)
- المحتوى
-
وقال فيه الدكتور منصور فهمي: «صورة بسّامة لمعنى الإنسانية في كل ما يشمله ذلك اللفظ. من
حب الخير والشوق الى التساميء وكذلك صورة رائعة للثورة النيّرة, في كل ما تشمله من تبشير بالأحسن»...
أما نقولا زيادة فيقول: «الاختبار والمعرفة والإيمان والأمانة. هي بضع نواح من هذا الذي نسميه: روح
وعزة دروزه قال: «كانت مجالسته فيّاضة بالأدب الوطني والروح الوطنية؛ وظل هذا ديدنه حتى بعد
ن اضطرته ظروفه الى العمل في معارف الحكومة. فلم يمنعه مركزه الرسميء من إظهار ذلك في كل مناسبة.
وقد أدى تحرره إلى خلاف مع دائرته, فلم ينتكص على عقبيه فيه, وترك العمل الرسمي ف سييلة..
وعارف العارف شهد: «انه رجل إنساني بكل ما في كلمة الإنسانية من معنى. كبير القلب والعقل,
قوي البنية. شجاع. ثائر على التقاليد. على الحكم .العثماني» على الاكليروس اليوتاني» على وعد بلفور.
.وقصارى القول. على كل ما يخالف عقله وضميرهة ووطنه وأديه وفكره...»
وغير هذه اللمح. كثير. وقد رثاه. من بين الشعراءء الرصافي وأبو سلمى وغيرهما... كل هذاء إن دلنا
على شيءء فعلى علو مقام هذا الإنسان الأديب والمربّي والمناضل. وما نهايته المريرة, في أرض الكنانة, إلا
صورة مأساوية, للواقع العربي إان غيابه. بعد خمس سنوات في النكبة.
ومن طريف أقواله: «لى ملا اليهود فلسطينء ولى انهزم الناس أجمعون: لبقيت وطنياً وحدي..
كانت شخصيته متعددة الإمكانات والمواهب. وكان ألطف ما فيها ذلك الظرف الذي فطر عليه بعض
أبناء جيله. وبخاصة تلك المجالس الادبية, والنضالية في الواقع, التي كان يعقدها في مقهى بلدي في باب
الخليل بالقدس أسماه «قهوة الصعاليك». (والصعلكة أى الصعلوك, منذ أيام الجاهلية؛ كانت تعنى التمرّد
على قوانين القبيلة والفروسية والشعر. ولم تكن تؤدي المعنى المتداول هذه الأيام. أي المسكنة والتشرد)
ومن طرائف تلك الندواتء أن المناضل العربي. علي ناصر الدين» حين نفته السلطات الفرنسية من لبنان,
ذهب الى القدسء وبات واحداً من جلاس مقهى الصعاليك. وحين سمحت له السلطات الفرنسية بالعودة,
كتب السكاكيني وبعض مريديه من الصعاليك «فرمان» يجيز لعلي ناصر الدين أن يمثلهم في لبنان. وقد
نشرت جريدة فلسطين ذلك «الفرمان» للدعاية.
وما أن وصل صاحبنا إلى بيروت حتى وجد بإنتظاره «هناك» أمرأ جديداً يقضي بنفيه إلى جزيرة اروادء
بدعوى انتمائه إلى حزب الصعاليك. وعبثاً: حاول إفهام تلك السلطات ان الموضوع لا يعدو الدعابة غير أنها
لم تفهم. وذهب صاحبنا منفياً إلى ارواد بنكتة «صعلوكية»...
وكما هو ظاهرء فان تلك «النكات» كانت ذات مدلول وطنيء أو مدلول له علاقة بموضوعة الوطن.
ومن هذه الدعايات أيضاً. ٠» على سييل المثال» أنه دعي إلى وليمة عشاءء عند المندوب السامي فرفض
الدعوة, وأرسل بطاقة على غاية من السخرية والظرف» نذكر منها: «وأما محسويكم, فصعلوك يكفيه من
الدنيا أن يعمل فيأكل مع أهل بيته ما تيسّسر...»
ومنها أيضاً, تركه العمل الحكومي في حقل التعليم, مدة سبع سنوات, احتجاجاً على إرسال مندوب
سام يهودي الأصل. ولم يعد إلى العمل. إلا بعد مغادرة هذا المندوب البلاد واستبداله بغيره... كذلك
رفضه التعامل مع الإذاعة الرسمية, لأنه سمع مذيعاً صهيونياً يقول: «هنا أرضص-اسرائيل».وقد ظل مقاطعاً
لهاء حتى منعت الحكومة المذيعين اليهود من استعمال هذه الصيغة.
وكتاب خليل السكاكيني الذي بين أيدينا اليوم: حافل بكل مثير وجميل» إن على صعيد شخصية الرجل
الفنية أم على صعيد مواقفه الوطنية. وفيه ما يشبه المسح للحركة الوطنية والاجتماعية فيما قبل إنشاء دولة
اسرائيل؛ وهو ما تجده واضحاً خلال الكتاب. وعملية استعراض ما حفل به هذا الكتاب ستكون شاقة
وطويلة ولا ريب.
١5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4154 (7 views)