شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 147)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 147)
- المحتوى
-
فما هي المآخذ التي يمكن أن نأخذها عليه؟
الواقع إنها ليست كثيرة. فالباحث يوسف حدأدء الذي . حققه دا مادته وأنجزه؛ ٠ حسز اللغة. عميق
الدقيقة جداً أحياناً؛ والتي ليست على جانب كبير من الاهمية
بتعبير آخر إن الكتاب الذي بلغ 322 صفحة من القطع الكبير والحرف «الناعم», والذي لم يترك في
صفحة من صفحاته مجالا لمتنفس, كان يمكن أن يأتي بنصف هذا العدد من الصفحاتء دون أن 'يفقد
أهميته...
إن المبالغة في التمحيص والتدقيق: وإثبات كل شاردة وواردةء يصلان في النتيجة» إلى عكس الغاية
التي رمى إليها المؤلف. فكثرة التفصيلء هي تماماً؛ مثل الإقلال منه, وتجاوز .ما لا يجوز التجاون عنه.
وتقول العامة عندنا: «الزائد أخو الناقص...». خاصة إذا كانت لغة الكاتب. على تماسكهاء تفتقر إلى شيء
من الطلاءة الأدبية الأمر الذي سيسوق إلى ما يشبه الاملال ولا ريب..
ثمة أمور ركز عليها المؤلف كثيراًء .ولكنه جاء بها بلغة التعميم دائماًء كلومه العائلات الكبيرة,
المتعاملة مع المستعمرء المنفذة لأهدافه. وهي بالتالي واصلة إلى التمكين للصهاينة في أرض فلسطين. فقه
تحاشى, أكثر مما يجبء ذكر أي نموذج منها. وهكذا يحق لكل إبن عائلة فلسطينية كبيرة, أن «يلمس
رأسه» ويتساءل: هل هو المقصود بذلك؟... علماً. أن بين تلك العائلات. من كانوا من خيرة المناضلين
والثائرين. إذن كان عليه إما أن يحددء بالجرأة العلمية المطلوية؛ أو ألا يكثر من ترداد كلمة «العائلات
البرجوازية... [كذا!]... التي تعاونت...» الى آخره.. . فيصبح مجرد انتماء إنسان لهاء ولو كان من خيرة
المناضلين» تهمة أو ما يشبه الشتيمة. هكذاء لله وبشكل مجاني. علماً. أنه حتى ف أكثر النظريات تطرقاً
في العالم, هذاك مقولة قو » بأن الإنسان يمكن أن «يخون».طبقته. أي أن يتخلى عنهاء في سبيل قضية
عامة أى ثورة...
ثمة ملاحظة أخرىء لا بد من التوقف عندها. وهي استعمال كلمة «فلسفة السكاكيني» في الفصل
الثالث من الكتاب.
والواقع أنناء في بلادناء نكثر من استعمال هذه الصيغة, بمناسبة ودون مناسبة؛ الأمر الذي كنا نرب
بالمؤلف, من الوقوع فيه.
فنحن نقولء مثلاًء ' جبران الفيلسوف (!) وفيلسوف الفريكة, والمقصود أمين الريحانيء وهلم جراء
حتى أصبح كل من قال مثلاً سائراً. أو حكمة ولى ساذجة أحياناً. فيلسوفاً عندنا. وهذا الأمرء ناجم عن
الرغبة فيما يشبه المباهاة, وتأكيد الذات»: دون مبررء ودون أخذ بأبسط شروط هذه الصيغة.
فالفيلسوف. ليصبح كذلكء يفترض أن يكون قد قدّم نظرية ماء حلا معيناً لمحضلات الوجودء وطرح
ما قدّمه على الناس. والمشتغلين بالفلسفة بخاصة؛ ونشأ هناك؛ ما يشبه الاجماع؛ على اعتباره فيلسوفاً.
وإلا فهو متفلسف وهذا شأن غير ذاك الشان. فالراعي في البرية» إذا نظر إلى النجوم ليلاً. وتساعل عن
صانعهاء أى عن كيفية تكوينها؛ عُدَ متفلسفاً. ويكون قد طرق أول باب من أبواب الفلسفة, الذي هو
.التساؤل العفوي والبريء...
فحتى المعرّي, لا يعتبر فيلسوفاً, لأنه لم يأتِ بتلك النظرية المتكاملة؛ ولم يقدّم حلا واضحاً؛ ومنهجياً
لرؤيته لمشاكل الوجود.
سارتر وكامو وكثيرون غيرهما لا يعتبرون فلاسفة, لأن مواصفات الفيلسوف لا تنطبق عليهم. فكيف
استسهل المؤلف إطلاق كلمة فلسفة أو فيلسوف على السكاكيني؟ والأدهى من ذلك أثنا حين نقرأ الفصل
المشار إليه. نجد أن المؤلف, يعتبر فعلاً. ان مجرد الخواطر والنظرات والسلوك الشخصي للرجل؛ يبيح له
أن يصبح فيلسوقاً. .. إنها عقدة المبالغة العربية» في هذه المرحلة على أية حالء وعلى أكثر من صعيد. فما
1١ /ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)