شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 200)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 118 (ص 200)
- المحتوى
-
وتتمثل استراتيجية اسرائيل النووية» في الوقت
الحاضرء كما تعلنها اوساطها الرسمية؛ في العبارات
الثلاث التالية: أولاًء أن اسرائيل لن تكون الاولى في
ادخال اسلحة نووية إلى الشرق الأوسط؛ ثانياً. أن
اسرائيل على استعداد لتوقيع المعاهدة الدولية لمنع
انتشار الأسلحة النووية بعد أن يوقع العرب معها
اتفاقات سلام. ثالثاً. حتى يتحقق السلام في
الشرق الأوسطء لن تسمح اسرائيل للعرب
بالحصول على أسلحة نووية بهدف توجيهها ضدها
(ارييه حشفياه. ملحق هآرقتس. .)1541/57/١١
يفهم من هذه العبارات أن اسرائيل تملك
الخبرة النووية الكاملة لإنتاج أسلحة ذرية»: وثمة
اخبار مصدرها جهات أجنبية تفيد أن اسرائيل
تملك, فعلاً, قنابل نووية على غرار قنبلة هيروشيماء
وانها اشتركت مع جنوب افريقياء في عملية تفجير
نووي مشترك. كذلك يفهم منها أن اسرائيل تريد
حالياً المحافظة على احتكارها للخبرة النووية» وريما
السلاح النووي ايضاً في منطقة الشرق الأوسط؛
الأمر الذي حاولت تجسيده. فعلاً. من خلال عملية
تدمير المفاعل العراقى.
وتعنّ هذه الاستراتيجية حلا وسطاأً بين وجهتي
ذظر استراتيجيتين اساسيتين2. يجري النقاش
حولهما في اسرائيل منذ سنين, وبالتحديد منذ
انشاء «معمل النسيج» السري قرب ديمونا في
اجواء تميزت بالكتمان والسرية. وحسب رأي
اصحاب وجهة النظر الاولى.ء فإن اسرائيل
لا تستطيع ضمان استمرار وجودها في عالم عربي
معادء إلا بواسطة حصولها على قوة نووية رادعة.
وعلى هذا الأساس ينبيغي الاعلان صراحة عن أن
اسرائيل تملك قدرة نووية. وقد كان بن غوريون
من كبار اصحاب هذا الرأيء مما دفعه إلى اتخاذ
قرار يقضى بانشاء مفاعل ديمونا في السدتينات.
ولخص امنون سيلع: احد الخبراء الاسرائيليين
في المجال النووي, المبررات التي يدعم بها هؤلاء
وجهة نظرهم القائلة بخلق «ميزان رعب» بين
اسرائيل والدول العربية بقوله: ان اسرائيل»
حسب رأي هؤلاء. لا تستطيع الاستمرار لسنين
طويلة في سباق التسلح التقليديء2 لأن الدول
العربية تفوقها ثراءً في الموارد والطاقة البشرية.
اضف إلى ذلك أن اتباع استراتيجية نووية» سيفتح
المجال أمامها لإستثمار ميزتها التكنولوجية؛ وردع
الدول العربية المسلحة بأسلحة تقليدية. بصورة
مطلقة. ومن شأن هذا الردع المطلق أن يفشلء, مع
الوقت, مخطط العرب للقضاء على اسرائيل؛ وريما
دفع بهم إلى مائدة المفاوضات. أما إذا نجحت
الدول العربية في الحصول على اسحلة نووية,
أو اذا قدرت على انتاجهاء فإن ذلك سيؤدي إلى
دخول الشرق الأوسط في العصر النووي؛ الأمر
الذي من شأنه أن يمنع نشوب حروب تقليدية.
ومما انه ليست هنالك امكانية لحظر انتشار الخبرة
والأسلحة النووية, فإنه من المفضل استباق الامور
واتباع استراتيجية نووية منذ الآن» وهذا يعني أنه
ينبغي على اسرائيل زيادة قوتها النووية في الوقت
الذي لاتزال الدول العربية تعمل فيه للحصول على
السلاح التووي (امنون سيلعء داقارء
5م262 والجدير بالذكرء أن بيرسء زعيم
حزب العمل حالياً. والمبادر إلى اقامة مفاعل ديموناء
يوم كان مديراً عاماً لوزارة الدفاع: وموشي دايانء
هما من أنصار كشف الورقة النووية الاسرائيلية
امام العرب.
الا أن ثمة ذقطتي ضعف اساسيتين في طرح
اصحاب هذا الرأي؛ مما يجعل ورقتهم النووية
موضع نقد حتى لدى اشد المتطرفين السياسيين في
اسرائيلء على غرار اريئيل شارون مثلاً. وتتمثل
ذقطة الضعف الاولى في ضيق مساحة اسرائيل
وتجمع معظم سكانها في منطقة الساحل؛ وهذا
يعني عدم قدرتها بشرياً على امتصاص الضربة
النووية الاولىء وتوجيه ضربة ثانية وثالثة. وهو
الشرط الضروري لإمتلاك أية دولة لقوة ردع
نووية. ويعلق شارون على رأي دعاة انشاء «ميزان
الرعب» بقوله: ان هذا موقف خاطىء من اساسه
نظراً لضيق مساحة اسرائيل وكثافة سكانها في كل
المنطقة الوسطىء ولذلك كان تدمير المفاعل النووي
العراقى. حسب رأيه. ضرورة امنية من الدرجة
الاولى بالنسبة لها (يديعوت احرونوت,
ا اما نقطة الضعف الثانية فتتمثل
في ان «ميزان الرعب» لا يمكن ان يعمل؛ أو يؤثرء
بمعزل عن سدياستى الولايات المتحدة والاتحاد
السوفياتي في الشرق الأوسط؛ «حيث لكل منهما
مصالح ومطامح خاصة به تملي عليه نشر انظمة
سياسية وعسكرية يؤدي تقدمها إلى تصادم مع
انظمة الطرف الآخر. وقد يدفع هذا الأمر احدى
الدول الكبرى إلى الالتزام بحه يآ ب#شركنها لمحليين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 118
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)