شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 11)
المحتوى
ونا كان الفلاح يشكل, تاريخياً, الجسد الرئيسي لشعب مصرء فإن هذا الحكم ينسحب
على مجمل الشخصية الوطنية المصرية.
يرى ارنولد توينبي أن الفلاح المصري؛ على مر التاريخ, كان ينظر إلى ممثلي
السلطة - وعلى رأسهم حاكم الدولة ‏ نظرة اجلال بلغ» في معظم الأحيان: حد التأليه
والتقديس؛ ولذلك؛ كان يذعن لأوامرهم بصورة شبه مطلقة؛ وأصبحت طاعة الحاكم وكل
من يمثله واحدة من 'أيرز الصفات السلوكية للفلاح: المصري("). وفي التقرير الذي أعده
عن مصر في عهد محمد عليء أكد الدكتور جون باورنج على ما أسماه «عادة الخضوع عند
الفلاح المصري» زاعماً أن هذه العادة عميقة الجذور حتى أنه أي الفلاح المصري ‏
«يفضل ال موت على أن يثور»(').وبيوت بك» مدير الادارة البيطرية للمزارع الحكومية المصرية
وسكرتير المعهد المصري لعدة سنوات في نهاية القرن التاسع عشرء يصف الفلاح المصري
بأنه خنوع أمام من هو أعلى منه إلى حد اتهامه نفسه, ويرجع السبب في ذلك إلى مثات
السثنين من القهر والمعاناة9).
1
1
: 7 وفي كتابه «الفلاح» يورد الأب هنري عيروط عن المقريزي: عن كعب الأحبار, أن الله
3 ان خلق كل الاشياء اعطى لكل شيء قريناً. قال العقل: «إني ذاهب ,الى سورياء,
'فقالت الثورة: «وأنا ذاهبة معك». وقال الفقر: «إني ذاهب الى الصحراء» فقالت الصحة
وانا أيضاً ذاهبة الى هناك». ونا قالت الوفرة: «إني ذاهبة الى مصرء قالت السكينة:دوانا
سأاصحيك». 1 : :
ويضيف الأب عيروط معقباً: «هذه هي سكينة الفلاح ولكنها تصل إلى حد المهانة
والتدني اللتين لم يفرضهما الفقر عليه بقدر ما فرضهما القهر المتواصل من سيده
ومجتمعه, وعادة ماتزعم هذه الطبقة أن الفلاح لا يستطيع أن يقدر سلطة تتعامل معه
بإنسانية» وهذا صحيع؛ ولكنه صحيح لآن الفلاحين في الماضي لم يربو إلا على الضرب
والغرامات واللعنات والاهانات والترهيب؛ الأمر الذي حولهم في النهاية, إلى مخلوقات
عديمة الحس»(). وواضح أن الاب هنري عيروط استمد رأيه هذا من الشيخ عبد الرحمن
الجبرتي» وهو ابن أحد الملتزمين حيث يقول عن الفلاحينء في المجلد الثالث من عجائب
الآثار: «وإذا التزم بهم ذو رحمة ازهروه واستهانوا به... وتمنوا زوال التزامه وولاية غيره
من الجبارين».
+'' وهكذاء وإن اختلفت المقدمات, يصل الأب هنري عيروط الذي يعتبر كتابه من
المراجع الكلاسيكية عن الفلاح المصري إلى النتيجة نفسها.
ويصل الباحث المصريء كمال المنوفيء إلى النتيجة نفسها التي وصل إليها ارنولد
توينبي والتي تفيد بأن الفلاح المصري يطيع الحكام باعتبار ذلك واجباً دينياً. ويذهب
الباحث نفسه إلى أن الفلاح المصري يتصور أن الثورة على الحاكم المسلمء مهما بلغ
جورهء شيء مرذول؛ وذلك عمل بفتوى الإمام أحمد بن حنيل والقائلة بأنه. على الرغم من
أن الحاكم الجائر لايطاع في معصية» فإنه لايجوز الخروج عليه, لأن ذلك يعني استبدال
تاريخ
أكتوبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7176 (4 views)