شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 12)
- المحتوى
-
الخوف بالأمن وإثارة الفتن والعنف وتهديد كيان الأمة ووحدتهاء ولذلك فإنه من الحكمة
أن تصبر الرعية على جور الحاكم عملاً بحكمة وجوب احتمال أخف الضررين7”).
ومن رأي هذا الباحث أن الفلاح المصريء على مدى التاريخ؛ كان ينظر إلى الحاكم
باعتباره قمة المجتمع وصاحب السلطة العليا فيه, وأنه يتمتع بقدسية خاصة: ولذلك
يستطيع أن يفعل مايشاءء وأن الفلاح كان يخشى السلطة إلى الحد الذي لايستشعر في
نفسه القدرة على نقدها وذكر أخطائها علناً. كما كان ذلك يؤدي إلى فقدان روح المبادرة
لدى الفلاح والاحساس يعجزه عن تغيير الواقع, بل فقد الفلاح كذلك الايمان بحقه ف
تغيير واقعه().
ان مثل هذه التصورات عن طبيعة الشخصية المصرية تبدى أكثر ماتكون خطورة
عندما تصبح جزءاً أساسياً من الفكر الاجتماعي والسياسي لأجد القادة, ويصبح على هذا
القائد ان يسلك, فيما يتعلق بقضايا وطنه وشعبهء مسلكاً تهادنياً وتصالحياً مع الأعداء
انطلاقاً قن عدم الذقة في القوة الروحية ا الخلقية لشعبه كما كان الحال مع أحمد لطفي
السيدء قيلسوف حزب الأمة ورئيس تحرير جريدته: «الجريدة» واحد أقطاب حزب
الأحران الدستوريين فيما بعد.
فقد كان من رأي لطفي السيد أن المصريين ينافقون الأقوياءء وأنهم خانمون
يقبلون بالاهانة والتحقير ولايصدر عنهم احتجاج, وانهم يعبدون القوة. وحفلت كتابات
أحمد لطفي السيد بكل :صفات الهوان والخنوع والدناءة وضعف النفس التي الصقها
بالمصريين(؟) . ولعل غابرييل باير هى الوحيدء حتى الآنء الذي عالج هذه الصفات التي
الصقت بالفلاح المصري رافضاً اياها. فهوء من الناحية النظرية, لايرى ان هناك دليلاً
على صحة, الزعم بان سمة ما لشعب بأسرهء أو لطبقة بأسرها يمكن أن تنتقل بالوراثة
من جيل لآخر. اما الحجة القائلة بأن ظروف مصر الطبيعية: انبساط رقعتها وسهولة
المواصلات فيهاء واعتماد الفلاح على الحكومة المركزية تجعل من الصعب عليه ان يثور
فيرد عليها غابرييل باير بقوله: ان عدداً صغيراأ من الثورات كفيل بالتدليل على ان
التكوين النفسي للفلاح المصري لايمنعه من الثورة. ويخلص باير إلى أنه: نظراً لأن عدد
الثورات التي قام بها الفلاحون المصريون غير قليل على الاطلاق فإنه لااساس من
الصحة للنظرية القائلة بآن «الخنوع هو سمة الفلاح المصري». ثم يقدم باير سردا لأهم
الثورات'والتمرادت التي قام بها الفلاحون المصريون فيما بين عامي ١1/1/8 و151١
للتدليل على عدم صحة هذه النظرية().
أما المفكر المصريء عباس محمود العقادء فكان ينظر إلى موقف الانسان المصري
من السلطة نظرة مختلفة. فهو يرى أن موقف الانسان المصري من السلطة يقوم دائماً
على اساس من الشك والريبة وليس على اساس من التقديس والخوفء ولم يكن في العلاقة
بين الفلاح المصري والسلطة ودّ يحرص عليه الفلاح, اى ضمان يحميه. ويرى العقاد انه
إذا كان الفلاح يرتبط بالأمة وبالحياة القومية عن طريق روابط الأسرة التي تشكل له
ضماناً ماضد القسوة والظلم» فإن هذا هى الجاتب المحافظ في الفلاح. ولكن العقادء على
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)