شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 13)
المحتوى
عكس الآخرينء يرى أنه, فيما يتعلق بالسلطة؛ فإن الفلاح كان دائماً متحفزاً للتغيير. غير
ان الفلاح ف ثورته, كما يقول العقادء يريد أن يرى الصفوف حوله ولايحب ان يخاطر
وحدو("),
'ويمكنء انطلاقاً من هذه الملاحظة الهامة التي اوردها العقاد. ان ترجع فترات
الاستقرار الطويلة نسبياً التي نلحظها في التاريخ المصري. رغم العسف والاضطهاد, الى
جماعية العقل المصريء لاإلى نوع من الخضوع والميل للاستسلام. وبالمثل .فإن عمق
الثورة. حينما تقوم واتساعها وشمولهاء يمكن رده الى السبب نقسه. اي الى جماعية
العقل المصري التي هي النتاج الطبيعي لتمط الحياة المصرية عبر التاريخ؛ فالمصري
'لم يكن يستطيع أبداً ان يعيش حياة فردية. القرية هي دائمأ عالمه؛ حيث يعمل عملا
جماعياً. ويعيش حياة جماعية» واعمال الري والسيطرة على الفيضانء وحماية الرقعة
الزراعية من غارات البدو كلها مهام لم يكن من الممكن انجازها الا بعمل جماعي.
هذه الجماعية في العقل المصري هي وحدها التي كان من الممكن؛ حيث لاتكون
الثوزةأ ممكنة, ان تواجه القهر بالتحمل» ولكن هذا التحمل للقهر مشروط. كما يقول جاك
بيرك 'بأن يكون القهر ذاته عاجزاً عن أن يغير من طبيعة الكائن الذي يتحمله("©. اي
اث 'عتدما يصل القهر الى الدرجة التي يهدد فيها طبيعة الإنسان المصري وتكوينه, فإنه
لامجال عندئذ للتحمل. هذه الجماعية الصلدة التي تولد تلك القدرة على التحمل قال عدْها
جاك بيرك انها تزداد قوة وثراء وتجدداً من خلال العمل المتواصل الذي يؤديه الفلاحون
والذى يجدد علاقة الشخصية المصرية بالطبيعة؛ كما تستمد قوتها وشراءسا
من تركة ماض هائل تتسلمها الأجيال الجيل بعد الجيل7"). كذلك تفسر هذه
الذهنية الجماعية تلك الخاصية الفريدة الي رصدها جاك بيرك في الشخصية
المصرية ويراها ايضاً مصدراً للقوة والتراءء أي قدرة الشخصية المصرية «على ان تجمعء
في لحظة واحدة يحسبها المرء نهاية. بينما هي ليست سوى بداية جديدة, فرعونيتهاء
ومتوسطيتهاء وشرقيتها ,ولآنها كل ذلك في وقت واحد فإنها تستطيع أن تستمد من هذه
الشخصية المركبة الثقة بالنفس والقدرة على اعادة اكتشاف ذاتها.!؟0.
«هذا هو ماجعل مصر لاتضيع ابداًٌ رغم انها كانت تخسر كثيراً» 0 ولايعادل
فترات «التحمل», في كثرتهاء الا فترات الثورات التي قامت بها مص
. فالفترة الممتدة. من الأسرة السادسة (١”4؟‏ ق.م.) إلى الاسرة الثانية عشرة
لك ‎36٠‏ ق.م), أي حوالي ستمئة سنةء هي فترة ثورات مستمرة قام بها
الفلاحون المصريون ولعب فيها امراء الأقاليم دوراً لصالحهم الخاص محاولين الانتقاص
من الشلطة المركزية لحساب سلطاتهم المحلية؛ وفي بعض الأحيان لمحاولة الاستقلال عن
الدولة. المركزية. ومن العدل ان نصف حرب احمس ضد الهكسوس في الأسرة السابعة
عشرة (حوالي ‎١٠٠١‏ ق.م.) بانها كانت حرب تحرير وطنيةء وكذلك حرب بساماتيك
لتحرير مصر من الأشوريين (حوالي 77اق.م.).
وطوال حكم البطالمة الاغريقيين لمصرء والذي استمر حوالي ثلاثمئة سنة (758
'؟ ق.م.)» كانت هناك على الأقل, ثلاث ثورات تحريرية بقيادة امراء طيبة:
21
تاريخ
أكتوبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)