شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 14)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 14)
المحتوى
وكانت المسيحية المصرية عبارة عن ثورة وطنية دائمة ضند حكم الرومانيين
والبيزنطيين (١”*ق.م.- ‎14١‏ ميلادية). وكادت احدى هذه الثورات تستولي على
الاسكندرية وتقضي على حكم الرومانيين
وفترة الولاة الأمويين (554 ‎,)/5١‏ شهدت ثورات فلاحية شاملة كادت احداها
تقضي على جيش عبدالملك بن مروان. وفيما بين عامي ‎8١7‏ و855, وكانت مص اثناء
هذه الفترة» تحت حكم العباسيين: قامت ثورات فلاحية عديدة, واضطر الخليفة المأمون
ان يحضر بنفسه الى مصر للاشراف على إخماد واحدة من اخطر تلك الثورات؛ اذ انها
استمرت وحدها ثمانية اشهر.
وكانت هناك للمصريين ثورات ضد الفاطميينء ويخاصة في زمن المستنصر. وعلى
الأخص حينما تكشف أن الدولة المركزية الفاطمية ليست بأفضل من دولة الاخشيديين
الذين استعان المصريون بالفاطميين عليهم. وكذلك الدولة الأيوبية تهددتها اكثر من ثورة.
وهكذاء حتى .حكم محمد علي وإلى نهاية حكم أسماعيل (148-5- ‎,)١1415‏ حيث
يمكن عد حوالي خمس عشرة ثورة, أى تمرداًء قام بها الفلاحون. بعضها كان هدفه المعلن
هى اسقاط نظام محمد علي.
وتاريخ مصر الحديث ‎١495(‏ حتى 060 هى حلقات متتابعة لإنجاز الثورة
الوطنية الديمقراطية بدءا بالثورة العرابية» ومروراً بالنضال الوطني بقيادة مصطفى كامل
ومحمد فريد؛ ثم ثورة 1515١ء,‏ وانتفاضة 15505ء وأنتفاضات ‎١5847‏ و0١150,‏ ثم ثورة
؟٠يوليى‏ 154519.
هذه الثورات والتمردات والانتفاضات العديدة المتكررة لم يكن دافعها تكوين نفسي
نزق او نزوع متوارث للتمرد كما قد يبدى لمراقب عابر. وحينما ذهب الامبراطور.ادريانوس
الى مص عام 177م, ليشرف بنفسه على إخماد ثورة قام بها المصريونء كتب لقريبه
سرقيانوس يقول: «لقد تقصيت احوال مصر يا عزيزي سرقيانوس» مصر التي كنت تشيد
بهاء فإذا بها بلاد طائشة, متقلبة» لاتكف عن المشاغبة, والشعب هنا في الاسكندرية
يحتدم ثورةء سليط اللسان, شديد الغرور»(9.. وللسبب نفسه الذي رقض من أجله
غابرييل باين نظرية «خنوع الفلاح المصري», كسمة نفسية متوارثة؛ فإننا نرفض تفسير
ادريانوس:لثورة المصريين على اساس مزاجي. فاحكام ادريانوس هذه لاتعدو أن تكون
حكماً ظالماً من امبراطور ظالم لايريد ان يقر بظلم نظام حكمه. ضد شعب يثور على هذا
الظلم. ولكن إذا لخصنا كلام ادريانوس, بصرف النظر عن احقاده, نرى أنه يقر بأنه
كان امام.شعب ثائر, غير هياب معتد بنفسه. وهذه هي المعاني الحقيقية لعبارات الشتائم
التى استخدمها الامبراطور حينما وصف الشعب بأنه سليط اللسان؛ شديد الغرور.
ولكننا نوافقء تماماً. جاك بيرك؛ في استنتاجه الذي توصل إليه بعد سنوات طويلة
من دراسة مصرء حيث «اكتشفهاء «بلداً يناضل لإعادة صنع نفسه بعد ماض من الجهود
المحبطة»(*'). هذا تفسير علمي وواقعي؛ حيث ان الشعوب لاتثور إلا لإعادة صنع واقعها
1
تاريخ
أكتوبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)