شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 60)
- المحتوى
-
الازدواجية بين قطريته وعروبته؛ ومهما حاول التوفيق بجعل الشخصيتين متكاملتين بدلا
من متناقضتين, إلا أنه كثيراً ما يجد صعوية في النجاة من النقد وتهمة التحيز لواحدة
منهما أى التردد فيما بينهما. ولما كان الموقف من قضية فلسطين هو المحك الأساسي
لقومية أي مسؤول عربي» ندرك عندئذ مدى حساسية هذا الموضوع. ولا ريب أن هذه
الحساسية قد تضاعفت بعد قيام الثورة الفلسطينية, أولا لأنها ثورة والثورة غير الدولة,
وثانياً لأنها المرجع الرسمي للقضية والحكم على مواقف الدول منها.
وهذه قضية لايحسمها غير التنسيق الصادق والدائم ومن مواقع الثقة: ولا سيما
بين قوى التحالف الصدامية المتقدمة. وهي حالياً سوريا ومنظمة التحرير والحركة الوطنية
اللبنانية. عبر هذا التنسيق يتم توزيع الأدوار والمهمات لتصب كلها في الهدف الواحد.
ومن هناء وفوراًء قبل استثارة غير مقصودة لأية حساسية؛ نتنتقل إلى البديهية
الثانية وضرورة التعامل مع الواقع وفق معطياته؛ لنكرر على ضرورة استثمار ما هو قائم
وتوسيع ب إْرة التحالفات وفق الاستعدادات المتفاوتة بين كل قطر عربيّ وآخرء وهذا يعني
بالطبع :تجاوز ن العامل الجيوبولوتيكي الذي يربط سوريا والثورة الفلسطينية والحركة
الوطنية “اللبنانية ويجعل من تحالفها شرطاً أساسياً للنصرء إلى العامل القومي
والأيديؤلوجي الذي يتسع ليشمل عدداً آخر من قوى التيار الثوري المؤْطّرة فيما عرف
بجبهة الصمود والتصدي ويجمع بين كل من الجماهيرية الليبية والجزائر واليمن
الديمقراطية مع ثالوث الخندق الصدامي السوري الفلسطيني اللبناني. وهناك أخيراً
الإطار الأشملء إطار الحد الأدنى, إطار القمة العربية. 1
يبقى, بعد هذاء بضع كلمات صريحة أيضاًء حول البديهية الثالثة ودور وأهمية
الشخصية إلوطنية الفلسطينية» والتي يعتبر البعض أنها تحمل بين ثناياها نوعاً من
«الشوفينية».
واستأذن القارىء؛ هناء بأن يسمح لي بأن أسارع بالاعترافء وقبل غيريء بأن
الساحة الفلسطينية» كأي ساحة عربية» لاتخلى من نشازات «شوفينية». ولست على أي
استعداد للدفاع عنها أى تبرير انحرافهاء وهي في نظريء. شأن أي فئة مماثلة لها مهما
كانت هويتها القطرية. وما من ساحة عربية تستطيع التبرؤ من وجود مثل هذه الفئة
داخل جدودّها . وإن كنت أجد بعض مايفسرء ولا أقول يبررء وجود التيارات الشوفينية في
أية ساحة عربية. فإني لا أجد مايفسر ذلك لدى الفلسطينى القابع إما في المنفى أى قيد
الاحتلأل. ربما يسوقنا الإلحاح, في محاولة التفسير لهذه الظاهرة, إلى قضية نفسية
وليست سياسية . وتلك قضية أخرى ليس هنا مجال بدثها.
5
51
إذن» نحن لانملك, موضوعياًء سوى مابين أيدينا من مبادىء ومواثيق ومواقف م.
ت. ف., وهي كلهاء على ما أعلم قومية العمق والمدى.
ولكن» وبكلمات صريحة أيضاًء علينا أن نقدر خصوصية قضية فلسطين وما
أصابهاء وعلينا أن نتذكرء وياستمرارء أن «الوجود» الفلسطينى شطب مابين 1١158
ايلك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)