شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 79)
- المحتوى
-
؟ ان الصراع بين هاتين الهويتين: الفلسطينية والاسرائيلية والذي بدأ منذ
مطلع القرن» اتخذ مساراً طويلاً ومعقداً تحقق فيه, للهوية الاسرائيلية, تعبير مؤسسي
ني هو دولة «اسرائيل» التي نجحت في 1548., في تغييب الهوية الفلسطينية, ويلغت
ة نموها؛ في 19517. باحتلالها كل فلسطين واراضي عربية اخرى. ثم بدأت الهوية
لفلسطينية تنمى في مواجهتها ونجحت هذه الاخيرة في التعبير عن نفسها في اطار مؤسسي
هو منظمة التحرير الفلسطينية. واستمر الصراع بين المؤسستين (لكل منهما هوية نقيضة
آخرى وشرط قيامها) وبدأت المؤسسة الاسرائيلية في التراجعء منذ عام 3199/9,
ولم تنجح» رغم تفوقها العسكري, في كسب النتائج السياسية لأية معركة, منذ ذلك
التاريخ وحتى الآن. والعكس صحيح. ان تنمى الهوية الفلسطينية المؤسسية وتلاقي
اعترافاً متزايدأ بها من الشعب الفلسطيني والدول العربية ومن اغلبية دول العالم. وقد
اثبتت الحرب الاخيرة ايضاً هذه المقولة واكدتهاء إذ كانت احدى ابرز نتائجها هي تدعيم
تقوية المؤسسة الفلسطينية, التي تشكل الاطار الأساسي للشعب الفلسطيني وهويته
الوطنية ٠... .
_ ان المشروع الغربي الصهيوني الاسرائيلي يحمل مفارقته في داخله, فقد كان
هان الغزب والصهاينة هى ان يذوب العرب الفلسطينيون؛ بين اخوانهم العربء ولكن
ثلاثين عاماً اثبتت أن هذا مستحيل لسببين: الاول؛ هى ان الفلسطينيين عندما طُردوا من
بيوتهم واضطروا للجوء الى الديار العربية المحيطة, لم يجدوا العرب عرياً وحسبء وإنما
| وجدوهم عرباً مصريين أو سوريين اى عراقيين اى لبنانيين... الغ؛ ولم يكن امامهم الا ان
يظلوا عرب فلسطينيين. والسبب الثاني هو ان الهوية الفلسطينية تجسدها وتؤكدهاء بل
١ وتمأسسهاء معارك القتال من اجل العودة واستعادة الوطن. وسواء تمت هذه المعارك,
هجوماً اد دفاعًء فإن نتيجتها واحدة في الحالتين. وهكذا فإن كل عدوان اسرائيلي على
الشعب الفلسطينيء يؤْدي الى تثبيت آلهوية الفلسطينية؛ كما ان كل هجوم وانتصاد
فلسطيني يدعمان هذه الهوية ويزيدانها تمأسساً. والحزب الاخيرة خير دليل على ذلك.
١ ؛ أن سبب استهداف فلسطين؛ في المشروع الاستعماري الصهيوني الكبير. كان
أهمية موقعها الجيوستراتيجيء واهميتها الحضارية والانسانية والدينية لدى الامة
العربية. وهي جزء لايتجزأ من هذه الامة العربية. لذا فإن ما اعلنه كيسنجر في 2191/4
امن انه يحول النزاع العربي_الاسرائيلي من نزاع دولي الى نزاع اقليمي ثم الى نزاع
محليء يسهل احتواءه لا يمكن ان يتحقق. صحيح أن الولايات المتحدة الاميركية قد
حاولت, في السنين الاخيرة, ابعاد الاتحاد السوفياتي عن عملية تسوية هذا النزاع جزئياً
ولكنه لايزال موجوداً (من خلال اطراف محلية وتوزان عالمي) وصحيح ان اتفاقات كامب
ديفيد قطعث شوطاً كبيراً. في تجزئة النزاع العربي الاسرائيلي الى: نزاع عربي
؛ اسرائيلي يمكن تسويته عن طريق اتفاقات كالتي وقعت. ونزاع اسرائيلي فلسطيني
|.يمكن احتواؤه (هكذا قدروا)؛ ولو عن طريق استنزافه في حروب جائبية؛ او كما حدء
باثارة القتال في لبنان؛ الا ان النتائج جاءعت عكس ماقدرواء ذلك ان محاولات «تحجي
امحجيم»
النزاع ليصبح نزاعاً قلسطينياً اسرائيلياً فحسبء أدت وتؤدي الى 'تقوية الجانب
لاا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)