شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 180)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 180)
المحتوى
ولكنه بعد المواجهة الحادة مع «دوف» ‏ ابنه خلدون سابقاً اتضح له موقف العجز
الذي مارسه؛ هو وابناء طبقته, طوال العشرين عامأ السابقة, لذلك لم يجد وسيلة
للدفاع عن نفسه؛ امام الحرج والتعرية اللذين مارسهما معه «دوف»؛ سوى اعلانه له:
ان الامر بينهما لايحسم الا بالحرب, وعليه ان يتوقع ان تكون معركته القادمة مع
شقيقه «خاكء الذي التحق بالفدائيينء رغم انه يعرف أن خالداً لم يلتحق» حتى تلك
اللحظة, بقواعد الثورة. بسبب منعه له., واستحالة قيامه بهذا الدور. لذلك, فهو يتمنى,
اثناء طريق عودته الى «رام ال»: «ان يكون خالد... قد ذهب اثناء غيابناء فقد تأكد ان
تسوية هذه الامور تحتاج الى حرب: ف «دوف هى عارنا ولكن خالداً هو شرفنا الباقي».
وفي بقية اعماله الروائية: «عن الرجال والبنادق», «العاشق», «الأعمى والاطرش» و«برقوق
نيسان», كان يعزف الحاناً متنوعة, ضمن الاطار السابق لحركة شعبهء تلك الحركة التي
يرصدها دوماًء من خلال مواقفها من القضية وخصومها.
4
البطل ٍقّ عالم غسان الروائي
َ 'عالاً روائياً له هذه الخصوصية من حيث المواكبة الدقيقة لحركة المجتمع»
يفرجي اسلوياً معيناً في رصد حركة ابطاله, لان الشخوص - انطلاقاً من هذه
الخصوصية ‏ سوف تنسجم افعالهم وردودهاء مع طبيعة المرحلة, فالفرد رغم فاعليته
ودوره في التاريخ والمجتمع. يبقى ابن المرحلة الزمنية التي يعيشها. وعندما يأخذ هذا
الفرد موقع البطولة في العمل ل الروائيه فإن هذا يعني انه مقيد بالظروف الاجتماعية
المحيطة به, والامكانيات الفردية المتاحة له, لانه وهو يجسد دور البطولة في الواقع» يتحرك
لتحقيق الخطوات التي تمثل طموحه الانساني, الذي هى جزء من طموح محيطه
الاجتماعي. اما دور الروائي؛ كمبدع» فيتحدد في التجسيد الفني للبطلء وفي الآفاق
والحدود التي يرسمها لانطلاقه وتحركهء وهى بصدد المهمات المطلوب تحقيقهاء ضمن
وجوده وامتداده الانساني, الذي لايتعارض مع الآفاق العامة» التي يتطلع اليها وسسله
الاجتماعي.
ويختلف هذا التجسيد الفني من كاتب الى آخرء ويظهر الاختلاف في الآفاق
والحدود التي يصل اليها البطل؛ وهيه بدورها تعكس موقف الروائي وتطلعاتهء اذ
«لايمكز» ان نتصدي أليوم لقيم جمالية في رواية مادون أن نبحث عن واقعية البطل
كانسان: موجود حقاً. يحمل قيمته الموضوعية المسبقة, بشكل سابق على الابراز الفني.
فالبطل شخص موجود قبل ان يتعرف اليه الكاتب. واما عمل الكاتب فهو ليس الاشارة
اليه كشيء محسوس له ابعادهء بل انه يتناول خلق'وجوده مرة ثانية»(4١).‏ اثناء عملية
الخلق للمرة الثانية هذه. يتفاوت الروائيون من حيث طبيعة تشكيل البطل فنياًء لأن هذا
التشكيل؛ يتعلق بطموحات الروائي» ورؤاه الحاضرة والمستقبلية, التي يعبر عنها روائياً
من خلال مواقف البطل وافكارهء وقد ادى هذا التفاوت الى ان يخضع «مفهوم البطل
للتغيير. ليس حسب شروط قسرية يرسمها الروائيء ولكن حسب التعبير عن الحاجات
والضروراتء التي أوجدت حتى نوعاً من تخلي الروائي عن شخوصه. دون ان يعني ذلك
ا١الك‎
تاريخ
أكتوبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10637 (4 views)