شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 184)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 184)
- المحتوى
-
لا «اقول لك الحقيقة؟ انني اريد مزيداً من النقود. مزيداً من النقود. مزيداً من
التقود....(54).
وسمات هذه الشخصية (الضحية المنفية), انطلاقاً من تلك التحديدات الروائية, .
تبدى كما يلي:
أ هي شخصية تحب وطنها وتتعلق به تعلقاً ذاتياًء وكأنه امر خاص بالشخصية,
قريب من نفسهاء مغروس في وجدانها. ب لقد اقتلعت هذه الشخصية من وطنهاء
واصبحت لاجئّة مشردة. بعد ان قدمت مختلف انواع التضحيات. ج كانت حياة
المنفى قاسية؛ مما حمّل هذه الشخصية العديد من الآلآم والهموم, بحثاً عن تدبير امور |
حياتها اليومية, التي لمتكن سهلة ميسرة. د كانت طموحات الشخصية: في تلك
المرحلة. تنحصر في امور ذاتية, تبدأ بالتفكير في النقود وتنتهي بهاء لأنها تشكلء في نظر
اصحاب هذا التفكير. المنقذ الوحيد لاشخصية من ازماتها الحياتية. ه ان الضغوطات
إلى هذه الشخصية:» جعلتها تفكر في الهرب؛ وتلجا اليه, كمنفذ تتسرب من خلاله
من والاستقرار.
أن هذه الشخّصية: عندما تتحرك فنياًء في عالم الرواية» مجسدة في الشخصيات
الاربعة لن تقفز حركتها واتجاهاتها عن معطيات المرحلة. لذلك كانت النهاية التراجيدية,
لتلك الشخصياتء منتظرة ومتوقعة, منذ بداية التفاوض على الصفقة. ان طريقاً يحمل أ
شخوصاً ثلاثة, بهموم ذاتية لم توفر لهم التفكير المنطقي الهاديء, ويقودهم فيه رجل كان ٠
أسمة... .. «مزيدأ من النقود. مزيداً من النقود ٠ مزيداً من النقود». لن يؤدي إلا الى موت
مجانيء قرب مقالب الزبالة» لاكرامة فيه ولا انسانية؛ كما ان المرحلة لميكن بوسعها ان
تفرز غير هذا النمط من الشخوص.
هل هذه الشخصية: هي مايطلق عليه اسم «البطل السلبي»؟ فمقهوم” السلبية اثما
يحمل في طياته معنى التخاذل؛ رغم توفر الامكانيات والقدرات, في حين ان الشخصية ١
التي امامناء في «رجال في الشمس». كما هي في الواقع في مرحلتها تلك؛ لميكن بامكانها '
ان تكون غير ماظهرت به؛ اذ «لايتعاطى العمل الفني مع افكار مجردة. بل مع واقع
متميز محدد المعالمء اجتماعياً وتاريخيةً. فالشخصية الروائية واقع ماديء مرتبط بجملة .
من «الخرسات الاجتماعية التى تمنحه تحدده»(*). والواقع المادي الذي كانت تنطلق منه
تلك الشخصية:؛ مرتبط بممارسات اجتماعية محددة كانت سائدة ومستحكمة. لميكن
بامكانه ان ينتج غير هذا البطل (الضحية المنفي). فهو ضحية كل الظروف التي ادت
إلى النكبة وجعلته «منقيأ» يبحث عن خلاص من منطق المرحلة» (الجرذان الكبيرة تأكل '
الجرذان الصغيرة).
وإذا كان صدق غسان الفنيء جعل شخوصه تنسجم مع شرطها التاريخيء؛ فهذا
لايعني انه كروائي ب مجرد ناقل ومعبر عن الواقع. أذ ان انسجام الشخصية مع
شرطها التاريخيء في ادبه. يدلل على ان هذا الادب لايزيف الواقع, بل يحمل بذوراً |
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)