شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 190)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 190)
- المحتوى
-
وفي كل لوحة من لوحات الرواية التسعء تتشكل ام سعد بملامح جماعية؛ فهي كل
ام فلسطينية رفضت اسمال البؤس واختارت, طوعاً واقتناعاًء طريق القتال. انها كما يقول
غسان كنفاني في التقديم: تمثل الطبقة «التي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطي في
الصف العالي من المعركة وتدفع وتظل تدفع اكثر من الجميع». لذلك فالرواية, تقدم
البطل . الشعب؛ من خلال تمثلها للوضع الجماهيري المتحرك المقاتل» الذي اصبح عليه
الشعب الفلسطيني(7”*). ويبدى ان المرحلة التاريخية التي يعيشها الشعب الفلسطيني,
لم يعد فيها مجال للبطل الفرد» فقد انتهى عصره, وان غالبية الشعب اصبحت مؤمنة
بجدوى القتال والثورة وهي في مجموعها تشكل بطلا جديداًء يتجاوز الانماط السابقة,
فكراً وسلوكاً. وهذا ماقاد غسان الى رصد التحولات, الطارئة على سلوك وفكر البطل
الشعب بشكل طوعيء لان الشخوص اصبحت تكيف نفسها مع واقع المرحلة الجديدة,
التي كانت نتيجة لتفاعلات متعددة. رغم البطولة الجماعية التي تمثلها (ام سعد). فهي
لاتقاتل. ابي لاتحمل السلاحء فحملة البنادق هم: «سعدء ولدهاء ورفاقه. الا ان لها
الحضون الأكامل في صفحات الرواية؛ مما يجعلها «نموذجأء للفاسطيني الجديد. فهي تثور
على | 35 الديني المتخلف, وتتوحد مع ناس المخيم؛ وتمارس عملا نضالياً في الشارع,
وتتضامن» مع الفلاحة اللبنانية. وهكذا فان امتداد روحها الجديدة الى الآخرين, جعلها
ذات طابع جماعي, وبهذا يصل غسان الى رسم ملامح البطل الواقعي الاشتراكي,
وتصبح «ام سعد» الانعكاس الصحيح: للمسار التاريخي الذي اصبح يعيشه الانسان
الفاسطيني. ففي «ام سعدء لاتشعر انك امام روائي يشكل احداثاً من خياله, وإنما
يستوحي الواقع بعد اعادة ترتيبه فقط؛ بحيث اصبح واقعاً حياً متحركاً. من هنا فإن
الرواية تنبض بالحياة والحركة. وفي لوحتها الاخيرة «البنادق في المخيم» تحس بان
الرواية قد اخذت تتمثل الواقع الجماعي الثوري, الذي اصبح يعيشه المخيم القاسطيني.
الروح القثالية التي انتقلت من «حامد» الى «سعد» سرت الى الآلاف في المخيم حتى
اصبحت حالة. في هذه الرواية, يأخذ البطل الفلسطيني على يد غسان فنأ صورته
الجماعية التي تناسب المرحلة الثورية التي يعيشها الواقع. وهي «التمثيل الادبي لمرحلة
ناضجة من مراحل الكفاح من اجل التحرر الوطنيء في مجمل وجوهها الثقافية
والاجتماعية والسياسية»9؟). والوضع الثوري في الرواية ليس حالة عاطفية؛ لكنه يملك
أبعاده الفكرية: فالرواية تعلن انحيازها الكامل للانسان الفلسطيني الكادحء الذي يمثل
«الطبقة+القي' تدفع اكش من الجميع». وهي بذلك تبلغ بالرواية الفلسطينية قمة واقعيتها
الاشتراكية: وببطلها المرحلة الايجابية؛ حيث البطل الشعبء الذي يبني غده المشرق»
تمرداً على واقع يسوده القمع والاستغلالء وصولاً الى الهدف الجماهيري في اعادة الوطن
المحتل. عبر البندقية المقاتلة ذات الافق السياسي الواضح
ورصد كافة جوانب البطولة الروائية عند غسان, يثير سؤالين: الأول» اين موقع
البطولة في رواية «عائد الى حيقاء بالنسبة للانماط البطولية السابقةء التي كانت مواكبة
للتشكل والتفاعل الحادين في بنية المجتمع الفلسطيني؟. والثاني» اين موقع البطولة في
رواياته التي لم تكتمل: «العاشق» و «الأعمى والاطرش» و«برقوق نيسان»من السياق نفسه؟.
م1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2958 (9 views)