شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 200)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 119 (ص 200)
- المحتوى
-
والأفق المحدود للقيادات التقليدية, التي توالت على قمة العمل الوطني الفلسطيني؛ وكانت دائماً أدنى قدرة
من متطلبات المرحلة؛ ومن طاقات الشعب وإرادته على القتالء دفاعاً عن أرضه وقضيته.
قضية فلسطين محور الوعي في انتماء مصر العربي
كانت مصيرء حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل هذا القرن. محلا لصراع فكري حادء حول الهوية
المصرية وآفاقهاء إن تصارعتها اتجاهات ثلاثة: ١ التيار الاسلامي. ؟ التيار الليبرالي ( التيار القومي
المصري) ١ والتيار العروبي.
فالتيار الإسلامي الذي تربع على قمة مراكز التأثير الفكري, منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى
مجيء محمد علي كان آنذاكء أعلى الأصوات المؤثرة في الوجدان الشعبيء ضد الفرنسيين ثم ضد المماليك
والعثمانيين, وكان ذا أفق «لاقومي», يؤمن بنوع من «الأممية الإسلامية» ترفض «المحدودية القومية»,
و«الباعث الرئيسي له الجهاد المقدس ذى الجوهر الاسلامي» (ص 55): ولقد تبلور هذا الاتجاهء في فكرة
الجامعة الاسلامية؛ «التي حاول السلطان عبد الحميد الثاني» ,/)١14 ١5 ١14175( استخدامها كأداة؛ تحقق
له التفاف الشعوب الإسلامية حول الخلافة العثمانية, لكن واضع الحجر الأساسيء في فكرة الجامعة
الاسلامي؛ هى الإمام جمال الدين الأفغاني» (ص568)ء [الذي تركزت جهوده حول الإضلاح الديني»
والإصلابٌَ لى أساس الدين]. ويعد هزيمة الثورة العُرابيةء استلم مصطفى كاملء زعيم الحزب الوطني,
راية الرعوة لهذه الفكرة» فأضاف إليها ما شكّل محوراً لحركته وحركة حزيه؛ بناءٌ على مجموعة من الأفكار
الأسالية, أهمها: أولا: إن المسالة المصرية مسألة دولية ويجب الاستعانة بأورويا «وبشكل رئيسي فرنساء»,
لإكراه الانكليز على الرحيل عن مصر. وثانيًء ضرورة التشبث بالدولة العثمانية, وبالخلاقة الاسلامية فيهاء
باعتبارها صاحبة السيادة الشرعية على مصير. وثالثاً. الدعوة للجامعة الاسلامية. على أساس التفاف
الشعوب الاسلامية حول الدولة العثمانية.
أما التيار الليبرالي الذي جسّد مطامح النخبة الشابة في المجتمع, تلك النخبة التي تلقت العلوم
والمعارف العلمانية» واستكملت دراساتها في فرنسا وانجلتراء وآمنت بالمفاهيم الغربية العصرية: ويأن مدخل
مصر إلى البحضارة هو «اقتياس أسباب التفوق الاوروبي»» (ص 7؟), فلقد كان أبرن ممثليه» أحمد لطفي
السيد... وهذا التيار الذي كان ينمو ببطء. «وعلى استحياء» خلال القرن التاسع عشرء بدأ يشهد 2
زاحفاً مع بدايات القرن العشرين, في ظل الاحتلال البريطاني وتشجيعه؛ واتسغ نفوذه, خلال فتر:
الحربين. لأسباب موضوعية, أهمها: ان تشتيت قوات الاحتلال البريطانيء بقيادة اللورد كيتشنرء لقياد ا
الحزب الوطني, قد أضعف نفوذ التيار الاسلامي وفتح الطريق أمام التيار العلماني للتقدم. كما أن
المتغيرات الايديولوجية التي واكبت التبدلات الاجتماعية والاقتصادية, الحادثة في مصر بعد نشؤب الحرب
العالمية الأولىء وكذلك انهيار الدولة العثمانية وتفيّت امبراطوريتهاء قد ساعدت كثيراً على ذلك. ولقد انقسم
ممثلو هذا التيار إلى اتجاهين يمكن أن يُطلق عليهما: اتجاه «القومية المصرية» الخالصة: واتجاه
«الصرية كك الافريقية». يرى بعض أركان الاتجاه الأول أن مصير كانت جزءاً من حضارة البحر المتوسط
دوماً (مصر المتوسطية: قاسم أمين. لطفي السيد وطه حسين), ويرى البعض الآخر أن مصر فرعونية
الأصول والجذؤرء وأن الإسلام مسؤول عن اهمال هذه الاصول والجذور وادخال مصر في متنحى آخر, هق ..
المنحى العربي (د. محمد حسئين هيكل, أحمد أمين, د. حسين مؤنسء عباس العقاد وآخرون)... والاتجاه
الثاني اتجاه المصرية الافريقية, يتوجه بالأنظار صوب منابع النيل وواديه؛ ويرسل البصر عبر قارة
افريقياء باعتبارها أصل العلاقات التاريخية والجغرافية و«المجال الحيوي» لمصر في المرحلة القادمة... الخ,
لكن هذين الاتجاهينء اللذين وجدا تشجيعاً صريحاً ومستتراًء من الغرب عموماً والاحتلال الانكليزي على
وجه الخصوصء لم يمثلاء في واقع الأمره حذراً حقيقياً في «الشارع المصري», «ولم يكن لهما صدى سياسي:
بل انحصرا في مدرسة أديية لم تمارس أي نفوذ على الكتل الأخرى, كما أن بعض دعاتها اتجه اتجاهاً
مصرياً معتدلاً. أو اسلامياً صريحاً, أو عربياً على الأقل», (ص 45).
06 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 119
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)