شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 18)
- المحتوى
-
العلاقات القائمة بين اسرائيل وأميركاء كان قائماً منذ قيام الكيان الصهيوني. غير أن
الادارات الأميركية المتعاقبة, منذئذء قد أعرضت عن تسمية الأمور بمسمياتها لأسباب
تكتيكية تتعلق بحرصها على تمويه موقفها من الصراع العربي الاسرائيليء وقد نجحت
في ذلك إلى حد كبير. بالمقايل» انتزعت إدارة ريغان من بيغن تصريحاً بالكف عن المعارضة
النشطة لصفقة الطائرات مع السعوديةء غير أنه لم يلتزم بذلك حتى أثناء وجوده في
الولايات التحدة. ومع ذلك. وبق عودة بيغن من زيارته. سافر رئيس أركانه. رفائيل ايتان؛
إلى واشنطن لوضع الخطط لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه بين السياسيين في إطار «التعاون
الاستراتيجى». والملفت للنظرء كما تفيد المصادر الاسرائيلية, أن الاعلان عن هذا
«التعاون الاستراتيجي» قد جاء بناءً على طلب بيغن ذلك. وإصرار شارون عليه؛ وذلك على
الرغم مما قد يترتب عليه من إحراج لواشنطن إزاء حلفائها من الدول العربية. خاصة
وأن واشنطن تعمل لإقامة تشكيل سياسي عسكري في المنطقة, يربط دولهاء أو بعض
هذه الدولء بشبكة من العلاقات مع اميركاء تجعل منها حلفاً متعدد الأطراف. همه
الأساسى الحفاظ على المصالح الاميركية فيهاء وعلى رأسها نفط الخليج. وإذا كان نفط
الخليج هو مصلحة اميركا العليا في المنطقة, فالطبيعي أن تكون السعودية بؤرة الاهتمام
الأولى للمشروع الامبريالي الأميركي الذي تريد اسرائيل أن تنخرط فيه. عبر ما اتفق على
تسميته «التعاون الاستراتيجي» بين الطرفين. ومع ذلك. تعترض أسرائيل على تزويد
السعودية بالأسلحة المتطورة التي يفترض أن يكون من شأنها تعزيز «أمن الخليج»؛ مما
يخدم المصلحة الأميركية العلياء والتي من أجلها يقام الحلف أصلاً. فكيف يكون ذلك؟!
«إسرائيل هي الحليف الثابت والوحيد للعالم الص قِ الشرق الأوسط»
هذا القول لمناحيم بيغن: الذي أطلقه في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية (أي
بي سي.) برنامج «قضايا وأجوية» (هآرتس :.)١15179/7”/95 يعكس بدقة عالية التوجه الذي
حكم الفكر السياسي للقيادة الصهيونية» وبالتالي العمل الصهيوني بأكمله. سواء قبل قيام
اسرائيل أم بعده. ولقد صدق بيفن عندما أعلن أنه نجع في تحقيق ماكان يحلم به
بن غوريون الذي يعتبرء وبحق» مهندس بناء الكيان الصهيوني وآلته العسكرية.
والواقع أن قيادة العمل الصهيونيء ومنذ بداية نشاطها السياسي قد وعت استحالة إمكان
إنجاز مشروعها دون التحالف الوثيق مع أحد أهم المراكز الامبريالية» إن لم يكن أهمهاء
واعتماد هذا المركز بمثابة «البلد الأم» للمشروع الصهيونى. وليس صدفة أن تتواكب
المعالم الأساسية في بناء المشروع الصهيونى مع المشاريع الامبريالية الكبرى التى طرحت
إزاء المنطقة. فمعلوم أن «وعد بلفور» صدر عندما بانت ملامح نتائج الحرب العالمية
الأولىء التي نشبت على أرضية تضارب مصالح المراكز الاميريالية الغريية وتعارض
مشاريعها. فتلك المشاريع الامبريالية الكبرى التي أدت إلى الحربء تبلورت في سياقها وتم
تجسيدها بناء على نتائج القتال. وفي إطار استراتيجية تنفيذ تلك المشاريع الامبريالية
الكيرى. حيث ابتكرت الدول ذات المصلحة أنظمة الانتداب واعتمدتها وسيلة لبسط
نفوذها على أقطار المنطقة. صدر «وعد بلفور». وكذلك حصل بعد الحرب العالمية الثانية,
التي نشبت على أرضية المشاريع الامبريالية أيضاً. تلك المشاريع التي تبلورت بدورها في
1١18 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17435 (3 views)