شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 24)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 24)
المحتوى
: الارتياط العضوي للمشروع السهيوني بالمراكز الامبريالية, مع كل ما يترتب على ذلك
من سلوك على الصعيد العالمى.
والواقع أن المشروع الصهيوني بشقيه. اليهودي والامبرياليء وبأبعاده الثلاثة
الفلسطيني والعربي والدوليء هى ظاهرة فريدة من نوعها في العالم, وبالتاليء فلقيادته
مفهوم أمني فريد. سواء على صعيد الأمن الجاري أو على مستوى الاستراتيجية العليا
للكيان» أي المتعلقة بترسيخ مبرر وجوده. فأمن اسرائيل الجاري لا يتوقف على ما يحصل
داخل خطوط وقف إطلاق النار معهاء أو عندهاء وإنما يتعدى ذلك إلى مراكز نشاط حركة
الجماهير العربية» أي إلى العواصم العربية؛ على الأقل في دول الطوق. ومثل هذا الأمن
لايستتب إل إذا تحكمت اسرائيل بالمسارات السياسية الجارية في تلك العواصم. وهذا
الأمن2. بحد ذاتهء ينطوي على مفارقات تفتح فيه ثغرات2. تجعله عرضة للخلخلة إذا
اهتدي إلى النفوذ منهاء إذ أنه, في محصلة الأمرء يرمي إلى «ضمان أمن العدوان
الاسرائيلي»؛ مما يتطلب «أمناً مطلقأ» . أما على صعيد «الاستراتيجية العليا». فإن المفهوم
الصهيوني لأمن اسرائيل أكثر تعقيداً وإغراقاً في الفرادة. فكون اسرائيل كياناً
استيطانياً قيد الانشاء. لم يستكمل بعدء وهو حديث العهدء. انطلق من نقطة الصفر في
العلاقة بين جمهور المستوطنين والرقعة الجغرافية المعنية ‏ فلسطينء, يجعل من أمنها في
هذا المجالء أي على مستوى الشق اليهودي من المشروع الاستيطاني» مسألة تتوقف على
قدرة الحركة الصهيونية على تهويد فلسطينء. أرضاً وشعباً وسوقاً. وهذا رهن بمدى
إجماع يهود العالم على الصهيونية والتزامهم بمبادتها ومنطلقاتها. من جهة. ويقدرة العمل
الصهيوني على تغييب الشعب الفلسطيني: وصولا إلى تذويبه خارج أرضه الوطنية. من
جهة أخرى. والصهيونية لم تحقق أهدافها في هذين المجالين بعدء فلا هي جلت «المسألة
اليهودية», ولا هي نجحت في قطع علاقة الشعب الفلسطيني بأرضه الوطنية. وكون
اسرائيل قاعدة عدوان: أي الشق الامبريالي من المشروع الصهيوني» يجعل من أمنها
مسألة تتعلق بقدرتها على اداء الدور الموكل إليها في المنطقة. وعلى مستوى نجاعتها في
هذا الاداء. إن أن مدى تمسك المركز الامبريالي بالشراكة مع الصهيونية» وبالتالي رفده
إياها بمقومات الحياة والقدرة على البقاء والتطورء. رهن بمدى ماتقدمه اسرائيل من
خدمات في إطار تحقيق المشروع الامبريالي الأم إزاء المنطقة. والواقع أن اسرائيل قد
أحرزت, في شقها الامبريالي» نجاحاً أكبر بكثير مما أحرزته في الشق اليهودي منها.
وكما تقوم علاقة جدلية بين شقي المشروع الصهيوني» وجدلية هذه العلاقة هي
التي تحكم صياغة المشروع وبناءه وصول إلى استكماله ونضجه. فهناك علاقة. جدلية
أيضاًء بين أمن الشقينء حيث يبقى ضمان أحدهما رهن باستتباب الآخر. وشرط النجاح:
وصولاً إلى استكمال المشروعء هو التوازن في هذه العلاقة. والذي لن يحصل إلا في حال
التكافوٌ بين الشريكين في المشروع الواحد. ولكن الشراكة بين الحركة الصهيونية والمركز
الامبريالي «الأم», كانت ولا تزال غير متكافئة؛ مما ترتب عليه انعدام التوازن بين شقي
الملشروع الصهيوني الواحدء اليهودي والامبرياليء وبالتالي الاتساق بين «أمنه»
3
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)