شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 25)
- المحتوى
-
الاستيطاني «وأمنه» العدواني. وطبيعة تلك الشراكة قد حتمت أن يكون الشريك الأكبر
هو الأكثر إفادة منهاء وهو ما يبدو واضحاً من حصيلة العمل الصهيونى في المنطقة؛ وأن
يكون هو صاحب الكلمة الفصل والأخيرة في صنع القرار السياسي. رغم هامش الحرية
الذي يتمتع به الشريك الأصغرء والذي يتناسب مع وزنه في المشروع؛ والأهم, حتمية أن
يكون الشريك الأكبر هو الأكثر فعللً في صياغة المشروعء وبالتالي تحديد طبيعته. وعليه,
ولو سلمنا جدلا أن همٌّ الحركة الصهيونية الأول كان حل «المسألة اليهودية» بإقامة «دولة
قومية يهودية», وكانا نية شريكها الأكبرء المركز الامبريالي» أن يجعل من تلك الدولة
قاعدة متقدمةء فالأكيد أن له الغلبة. وهذا ماحصل فعلاً؛ حيث غلب طابع الثكنة على
سمة الدولة في الكيان الاستيطاني الصهيوني. وهذا واضح من مقارنة؛ ولو سطحية: بين
تنامي الآلة العسكرية الصهيونية» كتعبير عن الشق الامبريالي لاسرائيل, وبين تطور باقي
المؤسسات فيهاء تجسيداً للشق الاستيطاني منها.
إن «عسكرة» المشروع الصهيوني لم تكن وليدة الصدفة, كما أنها ليست حديثة
العهد. فبناء الآلة العسكرية الصهيونية, وتطويرها بشتى الوسائل والأشكالء قد رافق
الاستيطان الصهيونى في فلسطين منذ بدايته. ففضلاً عن الفيالق اليهودية التى أعدتها
ودفعتها إلى القتال في الحربين العالميتين, الأولى والثانية» إلى جانب «الحلفاء». عمدت
الحركة الصهيونية إلى إنشاء قوة عسكرية في المستوطنات في فلسطينء وإعدادها للقيام
بدورها في المستقيل. وقد كان لهذه الآلة العسكرية دور مزدوج, أصبحت تهيئّة مستلزمات
نجاحها في ادائّه تشتكل الركن الأساسى في «العقيدة الأمنية» للقيادة الصهيونية. فمن
جهة؛ كان على الآلة العسكرية الصهيونية حماية الاستيطان اليهودي في فلسطين وتوسيع
رقعته والاسهام في تثبيته وتطويره. ومن جهة أخرىء كان عليها أن تعد نفسها للقيام
بمهامها خارج حدود احتلالهاء تجسيداً لدورها الامبريالي. ونظراً لأهمية الدور الذي أنيط
بتلك الآلة. فقد جهدت قيادة العمل الصهيوني على رفدها بوسائل القوة اللازمة لها
لتستطيع الاداء بنجاعة؛ فنمت وتطورت بشكل لايتوازى مع مؤسسات الاستيطان
الأخرى؛ مما عزز عسكرة اسرائيل قلباً وقالباً. والواقع أن هذه الآلة العسكرية هي التي
حسمت الصراع في فلسطين دون المؤسسات الاستيطانية الأخرى. فاحتلال فلسطين
وتشريد شعبها وإخضاعه للظروف التي يعيشها اليوم. كان بفعل الآلة العسكرية
الصهيونية, وليس بفعل نشاط المؤسسات الاستيطانية ونجاحها في تهويد فلسطين.
والشعب الفلسطيني لم يرحل عن أرضه بسبب نجاح «الوكالة اليهودية» في إغراق البلد
بالمهاجرين, فلم يعد فيه متسع لأهلها الأصليين؛ ولا بفعل نشاط «الصندوق القومي
اليهودي» في استيطان البلد بكثافة لم تترك لأصحابه مجال البقاء فيه؛ ولا بسبب هيمنة
المؤسسات الصهيونية على اقتصاد فلسطين بحيث اضطر شعبها للرحيل عنها؛ وإنما
حصل ذلك نتيجة للعنف الفاشي الذي مارسته الآلة العسكرية الصهيونية على ذلك
الشعب. وبذلك. صادرت تلك الآلة المهام التي من أجلها أقيمت المؤسسات الاستيطانية
وحلت محلها. وقد استمر هذ! النهج؛ ويوتيرة متصاعدة. خاصة بعد قيام الكيان
الصهيوني. وقد لعب رئيس حكومة اسرائيل الأول؛ دافيد بن غوريونء الدور المركزي
50 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)