شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 26)
- المحتوى
-
في هذا التوجه. وسار خلفه من بعده على خطاه. ومع اتحسار موجات الهجرة اليهودية إلى
فلسطينء بدا أن المشروع الصهيوني يواجه أزمة فعلية في شقه اليهوديء فراحت قيادته
تعوض فشله الاستيطاني بتقوية شقه الامبريالي عبر بناء آلته العسكرية, وتوسيع دائرة
نشاطهاء وزجها أكثر فأكثر بالانخراط في المخططات الامبريالية إزاء المنطقة. وهكذاء
ولإثبات قدرتها العسكرية؛ وبالتالي إقناع المراكز الامبريالية أن بإمكانها الاعتماد عليهاء
كشرطي المنطقة, دخلت القيادة الاسرائيلية في المؤامرة الثلاثية للعدوان على مصر في حرب
السويس. وكان لنجاح هذه التجربة؛ على الأقل عسكرياً. أثر بالغ في تشجيع القيادة
الاسرائيلية على المضي قدماً في هذا النهج, كما لفت ذلك انتباه الولايات المتحدة إلى
إمكانات توظيف قدرات اسرائيل العسكرية في خدمة مشاريعها المستقبلية. وعاودت
اسرائيل الكرةء ولكنها قامت بها منفردة هذه المرة. في حرب حزيران (يونيو)؛ مما رفع
مكانة اسرائيل في العالم الرأسمالي» وخصوصاً في اميركاء كما عزز موقع الآلة العسكرية
في الكيان الصهيوني. وقد فتحت حرب حزيران (يونيو) صفحة جديدة في تطوير ارتباط
الآلة العسكرية الاسرائيلية بالمركز الامبريالي في واشنطن, بحيث أصبحت امتداداً لأدواته
فعلاً.
خصوصية علاقة اسيرائيل بأمدركا
هي حجر الزاوية في «أمن اسرائيل القومى,
تتضحء. من العرض أعلاه, ولو بخطوط عريضة؛ طبيعة الكيان الصهيوني الذي
لايزال قيد الانشاءء والدور الأساسي الذي تلعبه الآلة العسكرية في بنائه وترسيخ وجوده,
وبالتالي السمات المادنة للعقيدة الأمنية الاسرائيلية, سواء على صعيد ٠ الأمن 'الجاري أم
رقعة احتلالها أكبر من قدرتها على الاستيطان بكثير, وذلك على خلفية " الأيديولوجية
الصهيونية التي لا تزال تتمسك بميدأ تهويد فلسطين, أرضاً وشعباً وسوقاً. فإن القيادة
الاسرائيلية تحاول أن تعوض هذا الخلل في الشق اليهودي من مشروعها عن طريق تقوية
ألآلة العسكرية الصهيونية, وبالتالي, زيادة وزن الشق الامبريالي من ذلك المشروع. وهذا
يعني ضرورة توثيق ارتياط اسرائيل بالمركز الامبريالي؛ وتحديداً بأكثر اليؤر رجعية فيه
أي فق المجمع الصناعى الحربي الاميركي. وبذلك, تكون جلك القيادة تدفع باسرائيل
والانفراج الدوليين: مما من شأنه أن يزيد الاستقطاب في ؛ المواقف إزاء اسرائيل, سواء
الشق اليهودي من المشروع الصهيونى: بدءاً بانحسار الهجرة اليهودية إلى اسرائيل
وانتهاء بالانقسام الطائفي فيها. وعليه. فإن اعتماد القيادة الاسرائيلية لمبدأ تعويض
فشلها في استكمال بناء «الدولة اليهودية» بتقوية الجيش الاسرائيلي وتوسيع دائرة نشاطه
العدواني» قد زاد وزن الآلة العسكرية في اسرائيلء وبالتالي طابع الثكنة فيها على سمة
51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)