شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 28)
- المحتوى
-
القيادة الاسرائيلية» التى عَبّأت جمهور مستوطنيها على فكرة «الحق التاريخي» لليهود في
فلسطين كلهاء وشحنته بضرورة التمسك بالمناطق المحتلة لحيويتها الأمنية» ورسخت لديه
القناعة بقدرة الكيان العسكرية على حماية الاحتلال تحت كل الظروفء. ليس بمقدورها
بعد ذلك كله أن تواجه هذا الجمهور بقرار الانسحاب وتدافع عنه. ولكن اسرائيل التي
دأبت على الكلام عن السلام. وعن تطلعاتها إلى الاستقرار في المنطقة, وجهدت في رسم
صورة مشرقة لهاء لدى الرأى العام العالمي» لم يكن بمقدورها الكشف عن موقفها
الحقيقي: الرافض للتسوية بمفهومها الدارجء أي انسحابها من المناطق المحتلة عام
17 مقابل اعتراف الأنظمة العربية بشرعية قيامهاء والعاجز عن إنجاز مثل هذه
التسوية لأسياب ذاتية. فعمدت إلى عرقلة التسوية بأساليب ملتوية ويأشكال مموهة.
ولكنء عندما انقلبت التسوية إلى حلفء. بفعل نشاط الولايات المتحدة واستفرادها
برعاية المفاوضات عليهاء وعبور نظام السادات الكامل إلى الخندق الاسرائيلي في إطار
المشروع الاميركي لاقامة تشكيل سياسي عسكري في المنطقة؛ يكون همه «أمن الخليج»
أولاء لم يعد بمقدور اسرائيل رفض الساداتء لأن ذلك يعني خروجها عن المشروع
العام. وبالتالي على إرادة «البلد الأم». ولكن رضوخ القيادة الاسرائيلية لإملاءات
المشروع الاميركيء وفقاً ل «مبدأ كارتر», لم يكن يعني قبولها بالسادات حليفاً متكافئاً
معهاء يلعب دوراً موازياً لها في المنطقة. وبالتالي منافساً. ولو قوة» لها على موقعها المتميز
في الاستراتيجية الاميركية. والواقع أن كلام السادات عن مبادرته وأهدافهاء وكذلك
ماروجته وسائل إعلام نظامه من تفسيرات لدوافعه إلى اتخاذ هذه الخطوةء والحديث عن
ضرورة تسليح الجيش المصري بأسلحة أميركية وإعداده للقيام بدور
مركزي في حماية «أمن الخليج». وكذلك في افريقياء قد أشعل الضوء الأحمر
لدى القيادة الاسرائيلية من إمكانية دخول السادات في تنافس معها على خصوصية
علاقتها بأميركاء فعمدت إلى قطع الطريق عليه بكل الوسائل. وقد زاد من قلق اسرائيل
بعد مبادرة الساداتء, كون الادارة الاميركية استعملت نتائج حرب تشرين الأول
(اكتوبر): بل وقائعهاء لاقناع القيادة الاسرائيلية بضرورة قبولها نظام السادات حليقاً
ستراتيجياً في إطار التشكيل المزمع إقامته في المنطقة. وفي الحوار الذي دار حول المسألة,
58 الادارة الاميركية تقديرهاء بناءً على تقويم مجرى القتال في حرب تشرين الأول
(اكتوبر). بأنه لن يكون بمقدور اسرائيل آداء دورها في المستقبل إذا بقيت «حاملة
طائرات»»: وبأنها تحتاج إلى «غور استراتيجي». يشكله نظام السادات» وليكون بامكانها
التفرغ للعمل في المشرق العربي. ولذلك ظلت حكومة بيغن تماطل وتناور وتضغط وتساوم
حتى توصلت إلى ما تريده من ذلك النظامء وأولاً. وقبل كل شيءء تحجيم دور الساداتء بل
تقزيمه. وتوضيب موقعه خلفها في التسلسل حسب الأهمية في التشكيل
السياسي العسكري الاميركي. وإمعاناً في هذا التحجيم, أرادت حكومة بيفن أن تحرم
السادات من أي دورء ولو ضئيلء فيما يمكنه تسميته المشاركة في «حل القضية
الفلسطينية», وبالتالي» الادعاء بأنه قد قام بواجبه القوميء وعليه؛ فلا يزال له موقع في
زعامة العالم العربى وقيادته. فاسرائيل أرادتء عبر المماطلة الواضحة في مفاوضات
58 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)