شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 30)
- المحتوى
-
عنيف على المستوطنات الشمالية في فلسطين المحتلة. ثم جرى الاتفاق على وقف القصف
المتبادل عبر الحدود اللبنانية. وطرحت الادارة الاميركية مشروعها لتسوية الوضع في
لبنان. وتوالت الزيارات على واشنطن. وعلى أثرها أعلنت السعودية عن مبادرتها يبشخص
ولي العهدء الأمير فهدء كما أعلنت واشنطن عن «التعاون الاستراتيجي» مع اسرائيل»
ولأمد طويل. ١
وقبلت اسرائيل البند الثامن من المبادرة السعودية فحسبء وهو الداعي إلى
الاعتراف بحق جميع دول المنطقة في العيش بسلامء وبذلك تكون التقطت أهم ما ورد في
تلك المبادرة, لآأن ماعداه هو تلخيص لقرارات دولية وعربية مختلفة, كانت اسرائيل قد
رفضتها سابقاً: ويتأبيد من الولايات المتحدة. ومقابل هذا التطور في موقف السعودية:
فتحت اسرائيلء وأعوانها في اميركاء النار على صفقة طائرات الاستطلاع (أواكس)؛ التي
كانت الادارة الاميركية تنوى بيعها إلى السعودية. وكانت حجة اسرائيلء في موقفها هزاء
أن الصفقة تعرض أمن اسرائيل إلى الخطرء ولم تقبل بكل التطمينات الاميركية القائلة
بأن هذه الطائرات لن تستعمل ضد اسرائيل؛ وان من شأنها تعزيز «أمن الخليج», الذي
من أجله يقام التشكيل السياسي العسكري في الشرق الأوسطء بقيادة الولايات المتحدة
وانخراط عدد من دول المنطقة فيهء يمن فيها السعودية واسرائيل. وذهب بيغن إلى
واشنطنء وانتزع الاعلان الصريح عن «التعاون الاستراتيجي», ولكنه أصر على موقفه
المعارض لتزويد السعودية بتلك الطائرات: رغم كل الضمانات التي قدمتها له إدارة ريغان.
أما مؤيدو موقف اسرائيل في الكونغرسء وهم الأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ» فقد
بنوا معارضتهم على عدم استقرار النظام السعودي. مما قد يودي إلى وقوع هذه
الطائرات في أيد معادية؛ فيتعرض أمن الولايات المتحدة للخطرء وذلك رغم كل القيود التي
فرضتها الادارة الاميركية على استعمال تلك الطائرات من قبل السعودية.
الواقع أن قلق اسرائيل من صفقة طائرات «أواكس» سياسي وليس عسكرياً.
فالأواكس هى طائرة تقل عادية. محدودة القدرة على المناورة. وتحتاج إلى حماية مكثفة
ومعقدة في مواجهة المقاتلات المتطورة, والتى تمتلكها اسرائيل. ناهيك عن أن هذه
الطائرات ستديرها طواقم أميركية. تخضع لقيادة اميركية» وليس سعوديةء وبالتالي
فخطرها الأمني على اسرائيل غير قائم. والخطرء كما تراه اسرائيل فعلاً. ليس من تلك
الطائرات في أيد سعودية؛ وإنما من السعودية وفي يدها تلك الطائرات. فهي ترىء في
تزويد السعودية بمثل هذه الطائرات. مؤشراً إلى نظرة واشنطن إليهاء وإلى موقعها في
الاستراتيجية الاميركية الجديدة في المنطقة, وبالتالي» فهي تعتبر السعودية منافساً. ولو
قوة, لها على خصوصية علاقتها باميركا وعلى موقعها المتميز في المشروع الاميريالي العام.
وكما وقفت اسرائيل ضد تزويد مصر بأسلحة اميركية متطورة وتقوية الجيش المصري في
حينه. درءاً لأية إمكانية» ولو ضئيلة» لدخول نظام السادات في تنافس معهاء ونجحت في
ذلك. هكذا ستفعل بالسعودية: عندما تخوض هذه الأخيرة في الأخذ والرد معها على
أرضية ما يسمى بالتسوية, والدلائل واضحة. وأول تلك الدلائلء ولعله ليس آخرهاء هو
الاعلان الصريح عن «التعاون الاستراتيجي», والذي يبدو موجهاً أصلاً إلى السعودية - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)