شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 35)
- المحتوى
-
السورية المحتلة من الناحية العسكرية» حيث توفر هذه المنطقة برأي تلك الأوساط
عمقاً استراتيجياً لإسرائيلء والسيطرة عليها تؤمن السيطرة على وادي الحولة وغور
الأردن وشمال فلسطين. كما انها «نقطة قفن» تشكل تهديداً مستمراً لدمشقء ولأنابيب
النفط التى تصب على شواطىء البحر المتوسط2"). وترى الأوساط العسكرية الاسرائيلية
أن الجولان هو «اسفين دفاع اسرائيل» في مواجهة الجيش السوري. وعدا الدوافع
العدوانية والتوسعية والاستيطانية» تعتبر اسرائيل الهضبة السورية «برج المياه» الرئيسي
لها والسيطرة على الهضبةء تحول دون محاولات تحويل المياه وحجبها عن اسرائيل التي
تعاني: أساساًء من أزمة مائية خانقة. وبصورة عامة تمكنت اسرائيل من تحقيق مكاسب
اقتصادية كبيرة من جراء احتلالها للهضبة والسيطرة على مقدراتهاء ومصادرها الطبيعية
وعلى مناطقها السياحية, ومياهها المعدنية. حيث قامت سلطات الاحتلال ببناء قاعدة
إقتصادية للمستوطنات, توفر إنتاجاً صناعياً وزداعياً كبيراً. فالأراضي الزراعية التي
تسيطر عليها المستوطنات تشكل «احتياطياً زراعياً» ضخماً لإسرائيل. . من هذه الزوايا لعب
الاستيطان اليهودي. بعد 1937ء دوراً كبيراً في السيطرة على الأراضى العربية في
الهضبة. وليس من قبيل الصدفة أن تقام أولى مستوطنات المناطق المحتلة في الجولان» فما
كادت مدافع الحرب تهداً حتى أقيمت أول مستوطنة باسم «ميروم هجولان»/ بتاريخ
5,757 وقد أقيمت بمبادرة مستوطني الجليل» ويدعم من الحكومة الاسرائيلية»
والحركات الاستيطانية() واشتملت الخارطة الاستيطانية. لخلال عهد المعراخ. على
0 مستوطنة موزعة على طول الهضبة المحتلة وعرضهاء وتتسم جميعها بالصبفة
العسكرية. من حيث مواقعها وطبيعة بنائها وتحصيناتها. وحسب المنظور الاسرائيلي»
أدخل وجود هذه المستوطنات تعديلات جذرية على مفهوم «الدفاع الشامل». وأدى إلى
دمج الوظائف الأمنية العسكرية للمستوطناتء في إطار الجهاز الأمني العسكري
المركزي. ومن أجل إحكام السيطرة على الهضبة السورية؛ قامت سلطات الاحتلال بشق
شبكات الطرق الطولية والعرضية. وأجرت جملة تغييرات على الأرضء بهدف تغيير معالم
المنطقة تمهيداً لضمها.
أما في عهد الليكود. فقد جرى التعامل مع الهضبة السورية المحتلة انطلاقاً من
موقف توسعي استراتيجي مشابه. خصوصاً وان الهيكلية الاستيطانية العسكرية التي
بناها المعراخء تشكل منطلقاً لاستكمال السيطرة على الهضبة وضمها. ويناء عليهء أعلن
قادة الليكود» في مناسبات مختلفة, عن نوايا اسرائيل لضم الجولان» وعدم الانسحاب من
المنطقة. ويعتبر تصريح رئيس الحكومة مناحيم بيغنء في هذا المجال» تلخيصاً لمجمل
مواقف حكومتى الليكودء حيث قال: «إن اسرائيل لن تتنازل أبداً عن هضبة الجولان»
حتى لوكان ذلك مقابل سلام مع سوريا»9©). إلا انه من الملاحظ أن الأهمية الاستيطانية
التي أولاها الليكود للجولانء لم تكن على الأهمية نفسها التي منحها المعراخ للمنطقة.
وهذا الأمر لايرجع إلى إهمال الليكود للجولان من الناحية الاستيطانية؛ بل على العكس,
فقد أقيمت المستوطنات الجديدةء وعزرّْزت المستوطنات القائمة, ولكن وتيرة ذلك لم تكن
موازية لوتيرة الاستيطان في المناطق الأخرى, وخصوصاً الضفة الغربية وقطاع غزة, فقد
>50 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)