شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 67)
- المحتوى
-
وتونس؛ ذلك أنه كان أسرع وإنما أقل عمقاً. ومع أن أغنياء اليهود المراكشيين أرسلوا
أولادهم إلى المدارس والجامعاتء إلا أن جماهير اليهود ظلت أُمَيّة بدرجة أو يأخرى. وعلى
خلاف الحال مع يهودالجزائر وتونسء لميكن متاحاً ليهود مراكش الحصول على أية
جنسية أوروبية. ويمكن القولء في شيء من التعميم ان المجتمع اليهودي المراكشي كان
ينقسم في الخمسينات إلى ثلاث شرائح أوفئات: الفلاحون المقيمون في الجبال والمناطق
الجدباء. وقد اندمجوا في المجتمعات المحلية من عربية وبربرية. وهذه التجمعات اليهودية
الفلاحية كانتء إلى حد ماء معزولة وتعيش حياة شبه «بدائية». الفئة الثانية يمثلها سكان
المدن التقليديون من حرفيين وتجار. أما الفئة الثالثة فهي المجتمع اليهودي في مدينة الدار
البيضاء الذي شكل الشريحة شبه البروليتارية في هذه المدينة().
ولقد تنازعت هذا المجتمع اليهودي المراكشي وسيطرت عليه نزعتان: الأولى هي
البنية الثقافية الايديولوجية للحاخامية التي نشرت التراث التقليدي, والثانية هي
البنية السياسية_الاجتماعية التي أرست دعائمها قوة الاحتلال الفرنسي في أوساط
الطبقتين العليا والوسطى من اليهود المراكشيين. حيث وجد التوجه نحو الغرب تشجيعاً
من جانب سلطات الاحتلال("). ولقد تعاونت كل من الادارة الاستعمارية والبورجوازية
اليهودية على خلق أسطورة «الاستغراب» والتوجه نحو القيم الغربية. وجاءت الصهيونية
لتجسدء في نظر الشبيبة اليهودية. وسيلة الخلاص التي توفر التوفيق بين المطامح الغربية
«العصرية» من ناحية» وبين قيم اليهودية التقليدية من الناحية الأخرى(").
وتشتد أهمية النظر في مدى «الاستغراب» أو «التغرب» أو (تبني قيم الحياة الغربية
ومفاهيمها) ومستوياته المتعددة, عند دراسة أوضاع المهاجرين من يهود شمال أفريقيا
إلى اسرائيل. وفي رأس النتائج المترتبة على هذه المسألة. قضية التعليم؛ فالتعليم في
اسرائيلء أعاد بدرجة أو بأخرىء تشكيل البنى الاجتماعية المهنية والحرفية للمجتمعات
اليهودية. وبينما كان يهود الجزائر وتونس قد اكتسبوا تدريباً يؤهلهم للتكيف مع ظروف
مجتمع صناعي عصري.ء فإن اليهود المراكشيين وصلوا إلى اسرائيل محملين بمجموعة
القيم والعادات والمهن والمهارات «الشرقية».
وتبدى غايتنا بكل وضوح من هذا العرضء وهي تبيان مدى أهمية هذا العامل
باعتباره العامل المفتاح في مسألتي التكيف والدمج في نظام اسرائيل
الاجتماعي السياسي والاقتصادي والثقافي.
القسم الثالث: الصهيونية وهيكلية الدولة في اسرائيل
كانت الصهيونية السياسية «العقيدة الثابتة» لقطاع معين من اليهوب الأوروبيين,
وخصوصاً يهود شرق أورويا ووسطها. وكانت هذه الصهيونية السياسية, على الصعيد
الايديولوجى السياسى, مختلفة عن الايديولوجيات القومية الأوروبية لكنها كانت تشاركهاء
مع ذلكء بالكثير من الخصائصء وعلى رأسها التركيز الأوروبي على معادلة الفكرة القومية
بالدولة القومية الحديثة("'). وكان آباء الصهوينية الأوائل منشغلي البال على مصير
/ا51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)