شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 68)
- المحتوى
-
اليهودية الأوروبية. وأغفلوا تماماً شمال أفريقيا والشرق الأوسطء باستثناء فلسطين
بالطبع. وفي أعقاب حرب ١514548 وخلق دولة اسرائيل, واجهت القيادة الصهيونية مشكلات
النقص في الأيدي العاملة في جميع القطاعات من الزراعة إلى الصناعة إلى الجيش الخ...
ولم تكن الهجرة من أوروبا وأميركا كافية. في هذه الأثناء. كانت المجتمعات اليهودية في
العالم العربي تحصد النتائج السيئة لنزاع لم تكن طرفاً فيه. وهكذا تدفقت هجرة يهود
العالم العربي بعشرات الآلاف إلى اسرائيل» مدفوعة بالدعاية الصهيونية والجهود
النشيطة للوكالة اليهودية. وفي غغضون فترة قصيرة (من ١548 إلى )١190١ هاجر ثلث
مليون يهودي من البلدان العربية إلى اسرائيل.
ما هي صورة الاسرائيلي في الغرب وفي اسرائيل نفسها؟ إنها بالتأكيد صورة
اليهودي الأشكنازي: فهو أشقرء أزرق العينين. ومفتول العضلات. لكن هذه «الصورة»
ليست دقيقة من ناحية: وليست مفاجئة من ناحية أخرىء وإليكم الأسباب: إنها ليست
دقيقة لكونها تتجاهل أن غالبية يهود اسرائيل هم من اليهود الشرقيين؛ لكنها مع ذلك
لاتثير الدهشة باعتبار أن الاسرائيلي الذي يبرز في وسائط الاعلام ويهيمن شكله على
وسائل الاتصال هو اليهودي الاشكنازي.
على الصعيد النظريء تعلن ايديولوجية اسرائيل أنها دولة لجميع اليهودء وأنها
أنشئت لحل مشكلات اللاسامية والمظالم التي أنزلت باليهود. لكن الواقع شيء آخر.
الواقع هى سيطرة اليهود الأشنكاز على اليهود الشرقيين. إن دمج السكان وتكاملهم: أو
بعبارة أخرى إيجاد أسس التماسك المجتمعيء يمثل سياسة رشيدة؛ حيث أنها تقلل من
عوامل النزاع الاجتماعي التي تهدد وحدة المجتمع بالتمزق. لكن المشكلة في إسرائيل
تتخذ منحى عويصاًء لآن الطبقة الأدنىء عرقياً. هى أكثرية السكان. وفي معظم الحالات
الأخرى, لايكون بمقدور الجماعات الهامشية أن تشكل أي تهديد جدّي للوضع القائم.
أما في اسرائيل فإن متطلبات الحد الأدنى من النزوع نحو الدمج الاجتماعي تتطلب
لامحالة تسليم الأكثرية «الشرقية» بمفاهيم فئة الاشكناز الحاكمة ويأعرافها الاجتماعية.
وان ايديولوجية هذه الفئة الإثنية المهيمنة تتضمن فكرة المساواة. أو المساواة في الفرص
على الأقل. ومن هنا بالضبط تنشا المشكلة التي يجابهها المجتمع: فاليهودية «الشرقية»
تمثل الأغلبية من جهة؛ وتشكل طبقة أدنى مظلومة من جهة أخرى.
القسم الرابع: يهود الشمال الأفريقي في إسرائيل
وجد اليهود غير الأوروبيين أنفسهم في اسرائيل مواطنين في دولة غريبة عن
أجوائهم وتربيتهم وتقاليدهم, ووجدوا أنفسهم مصنفين في كتلة مميزة لها اسم: «اليهود
الشرقيون». وبينما رأى اليهود الأوروبيون الذين هم الآباء المؤسسون, مستقبل اسرائيل
من منظور أنها دولة «عصرية, غربية» كان اليهود الشرقيون يكابدون أزمة هوية جماعية.
وفي حين ارتأى اليهود الأوروبيون رمز يهوديتهم مجسداً في «بلد كل اليهود», فإن معظم
اليهود العرب التحقوا بهذا البلد لاعتبارات دينية. وفي الدراسة المقارنة التى أجراها بن
سيموندوناث, يتبين أن اليهود غير الأوروبيين يعيدون سبب مجيئهم إلى اسرائيل إلى
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)