شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 82)
- المحتوى
-
إذن» انصب الرفض الفلسطيني في الأساس ضد المطلب الصهيونيء. وليس ضد
الوجود البريطاني. وقد نجمء عن هذاء ضياع جهود كبيرة بذلتها الحركة الوطنية
الفلسطينية: في محاولات حمل الحكومات البريطانية المتعاقبة على سحب تأييدها للمطلب
الصهيونيء كى ينفتح أمامها باب التعاون مع العرب المستعدين لقبول منحها العديد من
المزاياء بما في ذلك قبول الانتداب, إذا اقتضى الأمر. وعندما ذهب الوفد العربي
الفلسطيني إلى لندن برئاسة موسى كاظم الحسيني سنة ١؟11. كان مخولا على ما يبدو
مما تكشفه الوثائق القليلة المتاحة, بالتفاوض مع المسؤولين البريطانيين على 'أساس أن
تتخلى بريطانيا عن وعد بلفورء مقابل القبول الفلسطيني بالانتدابء حتى أن رئيس الوفد
استاء من موافقة عضو الوفدء أكرم زعيترء على مقررات المؤتمر السوري الفلسطيني
التي نادت بانهاء الانتدابين البريطاني والفرنسيء وبجلاء قوات الدولتين وكتب له معتبراً
أن خطة المؤتمر بهذا الصدد جاءت «نتيجة حماس وطنى زائد ولا تنطبق على خطتنا التى
قررناها هناء وفقاً للحالة الحاضرة ولقررات المؤتمرات, ولا نعلم الضرورة التي أدت بكم
لأن تصرحوا برفض الانتداب. صراحة عارية». وكشف كاظم الحسينيء في رسالته لزعيتر
.)٠1537١1/9/١( النقاب عن «أن اتفاقناء قبل سفركمء في موضوع اشتراكنا في المؤتمر
50 كان مقيداً بأن تُقبل خطتنا التي قررناها وأمضيناها كلنا وقررنا أن نستشير
بعضناء في المواضيع الهامة, قبل البت فيهاء9"). هذه الخطة: المتفق عليهاء يكشف بعض
بنودها رد زعيترء على رسالة رئيسه في 2,55١/95/١* حين يقول: إن خطتهم ومقررات
المؤتمرات. بخصوص الانتداب: ترمى كلها «إلى رفض الانتداب المبنى على أساسات وعد
بلفور رفضاً باتآً صريحاً. وإلى إضمار البحث. فيما يتعلق بقبول الانتداب العاري عن وعد
بلفور أى رفضه» وذلك. حسب زعيترء «لبينما يتسنى لنا الوصول إلى درجة تخولنا
المفاوضة؛ على شكله وتحديده» مع الحكومة البريطانية!؟").
أسباب التقصير
هل يكفي أن ننسب الخللء في موقف الحركة الوطنية الفلسطينية إلى الجهل
بطبيعة الصلة بين بريطانيا الصهيونية؟ لاشك في أن هذا الجهلء هو أحد الأسبابء
لكنه لم يكن السبب الوحيدء وريما لم يكن السبب الأول؛ أو الحاسم. فهناك, إلى جاتب
هذاء مجموعة العوامل التي أملت, في السابق: وقوف الحركة العربية القومية إلى جانب
بريطانياء في الحرب؛ وفي جذر هذه العوامل تكمن رغبة البرجوازية العربية الناشئة,
وخصوصاً في بلاد الشامء للاستفادة من علاقاتها بدول الغرب المتطورة. ضد التخلف
العثماني. وهذه الرغبة كانت لا تزال تمارس تأثيرها على الحركة الوطنية الفلسطينية,
التي شكلت البرجوازية؛ المدينية الناشئة, لحمتهاء وانضم إليها ملاكى الأرضء المتوسطون
والصغارء لأن أرضهم بالذات: بما هي مورد رزقهمء كانت مهددة بالمشروع الصهيونئء في
حين كان الاقطاع الكبير ميالاً لبيع الأرضء واستثمار الأموال التي يحصل عليهاء في
المشاريع التجارية أو الصناعية. فكانء لهذا, هو الأسرع في التفريط بملكية. الأرض أمام
المبالغ المغرية التي عرضها الصهيونيون. أما الظروف الدينية التاريخية التي فرضت
رموزاً بعينهاء على رأس قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية» فإنها لم تصمد أمام رغبة
5م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)