شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 90)
- المحتوى
-
أسياب الفشل
ويمكن القولء على ضوء حل الملابسات التي أحاطت بمسألة الأراضي والسياسات
المتبعة إزاءهاء ان الرفض العربي لانتقال الأراضي لليهودء قد استند في أسبابه الجوهرية,
إلى رفض المشروع الصهيوني. بإقامة الوطن القوميء وإلى التمسك بوسيلة العيش الأولى,
لجمهور الريف والنسبة الأكبر من جمهور المدن, أمام خطر داهم كان يتحقق بثبات. ويرز
على أساس ذلك المطلب الدائم للحركة الوطنية» وهو منع انتقال الأراضي. وقد وجه هذا
المطلبء في السنوات الأولى على الأقلء إلى الحكومة البريطانية التى فعلت الكثير لتشجيع
حيازة اليهود على الأرض. بينما استندت مقاومته, من الجانب العربيء إلى النوازع التي
يعتقد أنها تدفع الفلاح للتمسك بأرضه. واعتمد أسلوب التوعية النظرية, وشرح الخطر
ومناشدة الحس الوطني. ولم تفعل الحركة الوطنية» المفتقرة, في واقع الأمر إلى الوسائل»
شيئاً كثيراًء لمنع الانتقال, ٠ على الجبهة التي تملك أن تفعل فيها شيئاً ٠ وهي بيع الأرض
بيعاً. وإذا افترضنا أن بيع الملكيات العريية الكبرى قد تم قبل أن تتنبه إليهء وإذا
افترضنا أنها كانت قاصرة عن مقاومة انتقال الأراضي المملوكة للدولةء فلم تتم؛ بمبادرات
عربية, أية محاولة جادة: أو فعالة, للمساعدة على انهاض مستوى الزراعة في القرى
العربية المتخلفة. كما أن البنك الذي أسسه ممولون عربء لتشجيع المزروعات العريية»
كان هزيل الامكانيات بالقياس للامكانيات المتوافرة للبنوك البريطانية واليهودية. وظل
محدود النشاطء ولم يقدم إسهاماً ذا بال في منع العربء الراغبين في تطوير مشروعاتهم,
من التوجه إلى البنوك الأخرى التي كانت ترتهن أراضيهمء وتثقلهم بفوائد يتضافر
وجودها مع وجود سياسة الافقارء بمظاهرها الأخرى, فتدقع العديد منهم إلى الفشل
والعجز. ان عجز الحركة الوطنية عن تقديم مساعدة إيجابية دفعها نحو السلبيةء وانتهى
بها إلى اعتماد أسلوب تصفية من يثبت لديهاء من العرب» انهم سماسرة لبيع الأرض,
وأنهم باعوا أرضاً. وهى الأسلوب الذي فتح الطريق أمام استخدام التصفية» في حالات
ليست نادرة. لأسباب سياسية محضة. وأوقع كثيراً من البلبلة. في صفوف الحركة
الوطنية. وخلق العديد من الحزازات السياسية والعائلية.
وإذا شنا أن نتعمق أسباب عجز الحركة الوطنية عن المساهمة الايجابية في منع
حركة البيع بغير أسلوب الوعظ أو التخويف. فسنجد أن السبب الرئيسي ينطلق من
طبيعتهاء بصفتها حركة لحمتها الجماهير غير المقتدرة على التمويل» وقيادتها أصحاب
النفوذ ا لاقتصادي أو الديني أو العشائري المنيثق عن الوضع الاقتصادي والدينيء وهؤلاء
كانواء في فلسطين ماقبل العام ,.١1544 أعجز من أن يصمدوا أمام المنافسة مع
البريطانيين والصهيونيين بما لدى هؤلاء الآخرين من قدرات مالية وخبرات اقتصادية
متطورة. كما كانوا. بحكم مصالحهمء» غير قادرين على تنظيم حركة مقاومة الشعب بأسره
التي كان يتوجبء لكي تنجحء أن تتوجه إلى رأس البلاء. وهو الاستعمار البريطاني
مباشرة وبغير تردد.
وتجلى عجز الحركة الوطنية هذاء أكثر ما تجلىء في شكل مواجهتها لخطر ثالث من - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)