شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 92)
- المحتوى
-
في عام ,١1975 8,5 مليون جنيهء بعد أن كانت لاشيء تقريباً. قبل الاحتلال البريطاني»
وقفزت أرقام الاستثمارات في الصناعة اليهودية الخاصة التي تهيمن عليها الحركة
الصهيونية إلى 8 مليون جنيه في العام ذاته, وبلغت استثمارات الأفراد اليهود 5 مليون
حنيه(").
ولم تسعف العرب قدراتهم على منافسة هذا المقدار من التطور. ولو أمكن أن
تسعفهم, فإن سياسة تطبيق الوعد بالوطن القومي, كانت كافية للحيلولة دون أن يصبحوا
مناقسين فعالين للصهيونية» في هذا المجال. وكانت الوكالة اليهودية: في الجانب اليهودي,
تدير دولة داخل دولة وتفعل ماتبيحه لها قوانين السلطات واجراءاتها حين تسعف في
مساندة مشاريعهاء وتفعل ما لا تبيحه إذا كانت تلك القوانين لاتسعف لأنها لم تكن تخثى
العقاب؛ بينما كان أي مشروع عربي خاضعاًء لكي ينجزء إلى موافقة السلطات
البريطانية. والأهم من ذلكء أن اجراءات حماية منتوجات الصناعة من منافسة المواد
الممائلة المستوردة, كانت ترتبط بموافقة المندوب السامي على كل صناعة بمفردهاء فكان
المندوبون السامون يمنحون موافقتهم للمشروعات اليهودية بغير ترددء ويتحفظون في
منحها للمشروعات العربية حين تتوافر.
وهكذا ظلت الصناعة العربية الفلسطينية قاصرة: حرفية ومتأخرة. مما جعل لجنة
بيل تقر بأن «تقدم المشاريع الصناعية اليهودية في الوطن القومي سيؤدي حتماً إلى
تقهقر الصناعات العربية» بسبب المنافسة»(27). وليس فقط إلى تجميدها عند الحد الذي
كانت قد وصلت إليه.
وقد اقترنت بمسألة الأراضي ومسألة الصناعة مسألة أخرى نجمت عن إصرار
الصهيونيين على تطبيق شعار العمل العبري, أي تشغيل اليهود وحدهم في الأعمال التي
يملكها يهود. وهذه السياسة؛ بصرف النظر عن المصاعب التي واجهت تطبيقهاء أدت إلى
توفير فرص عمل أكبر لليهود وفرص تطورء حرم العرب منها جميعاً. مادامت الأراضي
التي بحوزتهم تنقص باستمرار ومشاريعهم الصناعية تتقهقر.
وإذا كانت أرقام أجور العمال قد شهدت بعض الارتفاع بمضي السنين. فإن
البطالة أكلت كل ارتفاع, وكذلك ارتفاع أعباء المعيشة الذي نجم عن ارتفاعء غير عادي
في أسعار المنتوجات الصناعية اليهودية التى كانت الدولة تمنحها الحماية. والتزم
المستهلكون العرب بشرائهاء لعدم توافر غيرهاء ويدفع أثمانها المرتفعة, لكي يعود ذلك
بالربح المضاعف على الممولين الصهيونيين الذين جاؤوا ليغتصبوا البلاد.
وكان من الطبيعي أن يقاوم العربء بوسائلهم المحدودة. هذا الوضع مماجعلهم
يبدونء في الظاهرء وكأنهم ضد التطوير الصناعى للبلادء لأنهم ما كانوا يملكون الوسائل
لإحداث ذلك التطوير بأنفسهمء وما كانت سياسة الحكومة لتتيح لهم أن يفعلوا لوتوافرت
لهم الوسائل. وظلت أهم أشكال مقاومتهم. لهذا الوضع تتمثل في الدعوات المتلاحقة إلى
مقاطعة البضائع اليهودية. وهي دعوات أطلقتهاء على الدوام, القيادات السياسية
والشعبية, وتنظيمات: الصناعيين العرب» والتجارء والحرفيين. وكان من شأنها أن تحقق
د - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)