شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 94)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 94)
المحتوى
وشبه الرأسمالي المتخلفء السائدة في الجانب العربي. واتسعتء على نحو أشد جلاء.
الهوة الثقافية, بفعل هذه الأسباب ولوفرة الوسائل والامكانيات المتاحة لليهودء مما كان
العرب محرومين منه.
وبنمو ذلك في الجانب اليهودي كانت روح قومية تتكون وتنموء على نحو خاص ميزه
تعدد مصادر الهجرة وانتماءات المهاجرين السابقة, لعدد من البلدان والقوميات. وكانت
مظاهر «التفوق» والاحساس به تحفز أعمق مافي تلك الروح من شوفينية وعداء للعرب,
مما جعلها خطراً كبيراً انضاف إلى جملة الأخطار الأخرى.
النظرة العربية إلى النشاط الصهيوني
وكان العرب, بوعي وبغير وعيء يرفضون ذلك كله؛ وإذ انطلقوا من رفض المشروع
الصهيوني لإقامة الوطن القوميء فقد نظروا نظرة متشككة, أو رافضة كلية: لكل مظهر
من مظاهر التقدم في الجانب اليهوديء. وعدوه استفزازاً لهم.
وباستثناء المحاولة» غير الفعالة» التى تمثلت في اشتراك عرب ويهود في الحزب
الشيوعي» وباستثناء علاقات فردية. ذات طابع شخصي ف الغالب, لم تجر بين الجانبين أية
اتصالات جادة ودؤوبة» ولم تقم من الجانب العربي الرافض للوجود اليهودي من أساسه
أية محاولة للاستفادة من مظاهر التقدم عند اليهود. كما لم تتم أية محاولة للاستفادة
مما يفرزه هذا التقدم من تيارات وقوىء وبالتالي من خلافات. داخل هذا الجانب. وظل
العرب ينظرونء بريبة شديدة: إلى ادعاءات بريطانيا الرسمية بأن التقدم اليهودي
الملحوظ. من شأنه أن يفيد العرب لو أرادوا ذلك. ثم أن الصهيونيين أنفسهم كانوا ينمون
بين اليهود روح العداء للعربء وكانت الأسباب لذلك وافرة. وكان من شأنهم أن يفتعلوها
حين لا تتوافر. فقد كان ضد مصلحتهم, بطبيعة الحالء» أن تنفتح اقنية للتفاهم أو التعاون
مع الجانيين, والمبادرات التى قاموا بها للاتصال بقادة عربء, مما تحدثت عنه المصادر
الصهيونية, تمت في سياق المناورات لدفع القادة إلى التخفيف من حدة معارضتهم
للمشاريع الصهيونية فقطء. ولم تجر من أجل البحث عن هوامش مشتركة للعيش مع
العرب في فلسطينء. كما حاول بن -غوريون أن يوحي في مذكراته مثلاً.
وإذن فقد تضافرت العوامل كافة في الجانبين. لجعل الرفض العربيء لكل مظاهر
الوجود اليهودي في فسطينء في عنفوانه. بصرف النظر عن توافرء أى عدم توافر الوسائل
لدى العربء لكي يستند رفضهم هذا إلى أساس راسخ., كما تضافرت لدفع حدة العداء
بين الجانبين إلى ذروتهاء وتغييب أي أمل بتحقيق التعاون» حتى حين يتوافر أساس يجعل
التعاون مشتملاً على منافع مشتركة للجانبين.
وأسهمت سياسة بريطانيا في هذا كله. فهى كانت تهدف إلى إدامة نفوذهاء في
فلسطين والشرق الأوسط عموماً. وكانت ترى في المشروع الصهيوني قاعدة ثابتة ودائمة
لهذا النفونء وكذلك كانت تجد أن أي تقدم يحققه العرب سوف يساعدهم على معاداتهاء
وترى أن أي تفاهم جدي. بين العرب واليهودء لابد أن يصبح موجهاً ضد الصهيونية
4
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)